وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بتنظيم أمسية لفن الملحون بمشاركة الجوق الوطني لفن الملحون برئاسة محمد الوالي والشيخ الحاج امحمد الملحوني، كما استمتع الحاضرون بمختارات من روائع وقصائد فن الملحون قام بأدائها مجموعة من الفنانين.
وأبرز المدير الفني للمهرجان، أنس الملحوني، في كلمة بالمناسبة، أن الدورة الحالية تحتفي بالمظاهر الثقافية للمغرب من خلال الصناعة التقليدية التي تعد رافدا مهما من روافد الإرث الحضاري للمغرب.
من جهته، أشار رئيس جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، عبد الرحمان الملحوني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المهرجان اهتم كثيرا بتدوين فن الملحون، وخاصة التراث المغربي المراكشي، مبرزا أن دورة هذه السنة تسعى إلى إبراز دور شاعر الملحون في تخزين وتوثيق المهن التقليدية، كفن العمارة المغربية وفن القبب وجميع ما يضع فيه الصانع التقليدي بصمته، وكذا مجهود الصانع التقليدي، في توثيق وتخزين هذا التراث.
كما تميز حفل الافتتاح بتكريم خبير الصناعة التقليدية عبد العزيز الرغيوي الذي جايل أمهر الصناع التقليديين، ويعد مرجعا من المراجع الكبرى في مجال الصناعة التقليدية.
وعبر الرغيوي في تصريح مماثل، عن « سعادته بهذا التكريم الذي يعد تكريما لكل الخطوات والإمكانيات التي سخرت من أجل إحياء التراث سواء كان تراثا ماديا أو غير مادي ».
وأضاف « بكوني اشتغل على تراث مغربي أصيل و هو تراث الصناعة التقليدية، في كل مجالاته وكل مكوناته، من معمار وفنون ومختلف الأنواع التي يشملها هذا الفن الجميل، فإن هذا التكريم هو تكريم لهذه المجموعة من الفنون وللذاكرة المغربية، التي تعتبر ذاكرة متميزة على مستوى الدول العربية والدول الإفريقية، باعتبارنا نملك خزانا و تراثا أساسيا لفائدة الإنسانية جمعاء ».
وأشار المحتفى به إلى أنه على امتداد مساره المهني الذي يمتد لأكثر من 40 سنة، اشتغل على إحياء مجموعة من الحرف المهددة بالاندثار، وساهم في مجموعة من الدراسات، والندوات التي تناولت التراث المغربي، على مستوى الوطن العربي وخارجه.
ويتضمن برنامج هذه الدورة، أمسيات موسيقية في فن الملحون، بمشاركة نخبة من ألمع الفنانين وأعلام وشيوخ ومقدمي هذا الفن، إلى جانب توقيع عدد من الإصدارات ضمنها « في محراب الأثير » وهو باكورة عمل جماعي لثلة من الأساتذة الباحثين تناولوا بالدراسة والتحليل ومضات لعينة من البرامج الإذاعية التي أشرف عليها الإعلامي أنس الملحوني.
كما تشهد فعاليات هذه التظاهرة، المنظمة إلى غاية 21 أكتوبر الجاري، تنظيم ندوة حول موضوع « الملحون..ديوان المظاهر الحضارية للمغاربة -الصناعة التقليدية نموذجا »، إلى جانب برمجة رزنامة من الأنشطة الثقافية والتربوية والاجتماعية.
وتتوزع فضاءات العرض التي تحتضن الأنشطة والفقرات المبرمجة، بين مسرح دار الثقافة بالمركز الثقافي الداوديات، ومسرح مؤسسة أريحا2، ومسرح « ميدان »، وقاعة ندوات مدينة اللغات والثقافات بكلية اللغة العربية، ودار الحياة.
يشار إلى أن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية تنظم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة وولاية جهة مراكش آسفي ومجلس الجهة والمجلس الجماعي لمراكش.