تأتي أهمية هذا البودكاست في كونه يعيد الاعتبار للتاريخ ويجعله بمثابة العين التي منها نرى كلّ شيء. ذلك إنّ الواقع المعاش تتحكّم فيه دوافع تاريخية تساهم إلى حد كبير في صناعة اللحظة الراهنة. وعلى الرغم من أن المستمع بات يراهن على المحتويات الخفيفة، إلاّ أنّ أبيهي يتحدى الواقع ويفرض نوعاً جديداً من المحتويات التي تأخذ على عاتقها تقديم المعرفة وتأجيج السؤال. خاصة وأننا لا نتوفر اليوم على مثل هذه المحتويات الفكرية الهامة التي تقدم للمستمع ثقافة عالمة ذات صلة بتاريخ المغرب. إذْ يحرص البودكاست لا على تقديم معارق في التاريخ وإنها مناقشة قضايا ذات صلة بهذا الماضي، سيما وأن محمد أبيهي يعد من الباحثين في التاريخ والذين قدموا مجموعة من الأبحاث الهامة في مجال البحث التاريخي حول المغرب المعاصر.
اختار الباحث أن يستهل البودكاست بالحديث عن التاريخ والصحافة بحكم علاقتهما المركزية. إذ نعثر على الكثير من المؤرخين جعلوا من الصحافة وسيلة للتعبير عن مواقفهم وذلك بحكم الرأسمال الرمزي الذي يحملونه بحيث يجعلهم يقدمون مساهمات علمية أصيلة تجاه الراهن. كما أنّ هناك الكثير من الوثائق الصحفية قد أصبحت بمثابة وثائق تاريخية بالنسبة للمؤرخ، إذْ تساعده على كتابة تاريخ جديد أكثر وعياً بتحولات الراهن وطبيعة المرحلة التي ينتمي إليها المؤرخ.




