ويهدف هذا الملتقى، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 25 دجنبر الجاري، إلى تحليل وتحديد الإطار النظري والتطبيقي للمدن الذكية المستديمة واستعراض الحلول الرقمية المبتكرة من أجل تعزيز مرونة النسيج الحضري وتبادل الخبرات والدروس من التجارب الدولية والمحلية، إضافة إلى بحث سبل تحسين جودة حياة المواطنين وكفاءة تدبير الموارد الحضرية.
وفي هذا الصدد، أبرزت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، أنه بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، يعمل المغرب بشكل متدرج على إرساء نماذج للمدن الذكية، من خلال مشاريع تعتمد على البيانات المفتوحة، والرقمنة، والتحول نحو الطاقات النظيفة، وتطوير منصات رقمية مبتكرة تعزز فعالية تدبير المدن وجودة الحياة.
وأكدت المنصوري، في كلمة ألقاها بالنيابة عنها كاتب الدولة المكلف بالإسكان، أديب بن إبراهيم، أن الوزارة، في إطار مهامها المرتبطة بإعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، واعية بأهمية دعم التحول الرقمي وتعزيز جاذبية ومرونة المجالات الترابية.
وأضافت أن الوزارة باشرت مجموعة من الأوراش الرامية إلى رقمنة مساطر التعمير، وتطوير منصات للبيانات الترابية، وتعزيز النجاعة الطاقية في قطاع البناء والأشغال العمومية مع اعتماد حلول ذكية في مجال الإنارة العمومية، وكذا تقوية قدرات المدن المتوسطة والصغرى على تبني نماذج حضرية مبتكرة ومستديمة مع الحفاظ على الممارسات التقليدية في البناء بالعالم القروي.
من جانبه، قال رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، عبد الكريم بناني، إن هذه الدورة تأتي تأكيدا على التزام المملكة الراسخ ببناء مستقبل حضري قائم على المعرفة والاستدامة، والابتكار التكنولوجي، مع الحفاظ على البعد الثقافي كعنصر جوهري في تشكيل هوية المدينة وذاكرتها الجماعية.
وسجل بناني أنه في عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة، تتقاطع فيه التحديات البيئية مع التحولات الرقمية والاجتماعية، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في النماذج الحضرية، وفي العلاقة بالمدينة كمجال للعيش المشترك والإبداع، والتفاعل الإنساني.
واعتبر رئيس جمعية رباط الفتح أن «المدينة لم تعد مجرد فضاء عمراني، بل مرآة تعكس القدرة على التكيف، دون إهدار وجداننا وهويتنا».
وبهذه المناسبة، تم عرض شريط مؤسساتي بعنوان «المغرب 2030 - المدن الذكية والمرونة الحضرية»، يبرز دمج التكنولوجيا لجعل مدن المغرب أكثر استدامة ورفع جودة الحياة فيها.
وتستضيف الدورة السابعة لهذا المهرجان نخبة من المفكرين الباحثين وصناع القرار، وممثلي المؤسسات الوطنية والدولية، إلى جانب فنانين ومبدعين شباب، في ندوات وموائد مستديرة ولقاءات فكرية تهدف إلى تبادل الرؤى وتقديم حلول عملية قابلة للتنفيذ.
وتتواصل فعاليات هذا الحدث بتنظيم جلسات علمية حول مواضيع تهم، على الخصوص، «الذكاء الرقمي في خدمة المرونة الحضرية »، و« المدن المستديمة والمرونة المجالية عبر البيانات»، إضافة إلى ورشات عمل تفاعلية وموضوعاتية وقراءات في كتب حديثة الصدور ومعارض فنية، فضلا عن هاكاثون يتمحور حول « الذكاء الاصطناعي والمدن المرنة 2030».
ويشكل ملتقى الإكليل الثقافي منصة فكرية متعددة الأبعاد تجمع بين أحاديث الثقافة في أبعادها المختلفة وكذا التكنولوجيا، والسياسات الحضرية، وتسلط الضوء على التحديات والفرص التي تتيحها المدن الذكية المستديمة في مواجهة التغيرات المناخية، والضغوط السكانية، والتحولات الرقمية.




