ويرى صاحب كتاب «التواصل المسرحي» بأنّ «مصطلح التداولية الذي نوظفه في هذا الكتاب بغاية مقاربة الفعل المسرحي أثناء الاستعمال إلى الفيلسوف والسيميائي شارل وليام موريس الوارد في كتابه «أسس نظرية الرموز» الذي صدر في النصف الأوّل من القرن العشرين، والذي أكد من خلاله أن التداولية هي ذلك الفرع من السيميوطيقا الذي يعالج في الأصل استعمال العلامات وآثارها في السلوك الذي تتمظهر فيه تلك العلامات وتحلل ما يحدث على المستويين النفسي والاجتماعي أثناء استعمال العلامات، ساعية إلى وصف المنافع التي يسعى إليها المتكلم أو المتلفظ ووصف الآثار التي يمكن أن ينتجها المتكلم نفسه في المرسل إليه أو المُخاطب».
يُضيف: «لعل من أسباب ظهور المنهج التداولي «القناعة التي مفادها أن المعرفة المتقدمة بالنحو والصرف والدلالة لم تستطع التعامل مع ظواهر معينة ذات أهمية بالغة. ويمكن اعتبار الإدراك المتزايد بوجود فجوة بين النظريات اللسانية من جهة، ودراسة الاتصال اللغوي من جهة أخرى سببا آخر للاهتمام بالتداولية».
وقد ضمّ الكتاب العديد من الدراسات في موضوعات تتعلّق بـ مفهوم التداولية، رواد الدرس التداولي المعاصر، السياق، التداولية والمسرح، عتبات التداول في العرض المسرحي، الحوار وأبعاده التداولية، قوانين الخطاب، التواصل المسرحي وغيرها من الموضوعات التي تُشكّل معالم الكتاب. ويتميّز الكتاب بلغة العلمية التي تحاول أنْ لا تقيم حدوداً بين الجوانب المنهجية والمعرفية، على أساس أنّ المؤلّف يُعدّ من الوجوه النقدية التي تكتب في جوانب متّصلة بالعمل المسرحي من جوانب مختلفة أكثر تجذّراً في المعرفة وعوالمها.
