تعمل المخرجة في هذا الفيلم على محاولة القبض عن شعرية القبيح، متأثّرة بالشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد. ذلك إنّ مجمل صورها تأخذ بعداً مختلفاً من ناحية التأطير وجماليات المعنى. لم تعمل واكريم على إعادة محاكاة الواقع، بقدر ما عملت على وضع النصّ وفق أفق بصريّ تخييلي جعلها تقبض عن الألم سينمائياً. إنّ الفيلم كان مجرّد تمرين صغير أشبه بمشروع دراسة لكنّ صدقه وحرارته دفعته إلى تكسير الحدود الجغرافية وخرق سياجاتها المُظلمة والانفتاح على أفق بصري كوني.
اختيار فيلم « أيور » للمشاركة في مهرجان « كان » السينمائي سنة 2023 أسقط ورقة التوت العالقة كما يُقال. بحيث كشف عن جيل سينمائي جديد مُتعطّش للحرية وإلى اختراق الصمت وتكسير التابوهات وطرح الأسئلة الحرجة حول تاريخنا وذاكرتها وأجسادنا وواقعنا. تُعتبر واكريم واحدة من الوجوه السينمائية الجديدة والقليلة التي تعمل في جعل السينما وسيلة لإدانة الواقع والكشف عن مرارته وخيباته.
ترى زينب واكريم أنّ الفيلم القصير في المغرب يعرف تحوّلاً كبيراً. إذْ على الرغم من توزيعه وعرضه داخل قنوات وطنية وتنظيم لقاءاتٍ فنية خاصّة بصناعته ومتُخيّله، تظلّ التجارب الجديدة تبحث لها عن أفق بصري جديد، يُحاول أنْ يُلامس بصُوَره أجساد الأفراد قبل أنْ يُفكّر في قضايا كبيرة. إنّ الاهتمام بالفرد يُعتبر عنصراً جمالياً هاماً داخل تجربة الفيلم القصير، فهو مشروع بصري يهجس بالتجريب ويسعى جاهداً إلى محاولة القبض عن أحلام الفرد داخل فسحة واقعه ووجوده.