تأتي قيمة هذه الندوة الدولية في كونها تطرح موضوعاً له علاقة بالراهن. ذلك إنّ الجامعة المغربية عرفت في الآونة الأخيرة تحوّلاً كبيراً، بحيث ان التغيرات التي طرأت على المجتمع وقفزت على سطح الواقع أثّرت بشكل كبير على الجامعة وبالتالي، فهي تفرض على الفضاء التماهي مع جملة القضايا والإشكالات التي يطرحها المجتمع. على هذا الأساس « تستوجب راهنية العلاقة بين الجامعة والمجتمع تعميق السؤال العلمي من أجل فهم طبيعة هذه العلاقة في ظل التحوّلات المجتمعية التي تمس التكوين والبحث العلمي والقيم والرموز والأنساق وسوق الشغل والتدبير. وإذا كان المجتمع بحاجة ماسة إلى التقنية بكل أبعادها من أجل الظفر بمعركة المستقبل، فإنه في الوقت نفسه بحاجة ماسة إلى أن يفهم نفسه وأن يتعرف على مشكلاته وأن يعي وعياً منهجياً أن العلاقة بين الجامعة والمجتمع علاقة عضوية وجدلية، لا تنفي إحداهما الأخرى، بل هي علاقة تحتاج اليوم إلى وعي علمي ومنهجي جامعي أكاديمي حتى تصبح مفهومة ومدركة ومعروفة في تجلياتها ».
وحسب بيان الندوة فإننا « نعيش عصر التطوير متجلياً في كل أشكال العيش والاستدامة، بما في ذلك مؤسسات المجتمع الخاضعة أيضاً لهذه المؤثرات ومن شأن هذا التفاعل بين الجامعة والعوامل المؤثرة فيها أن يدعوها إلى التساؤل المتجدد عن جوهرها وغايتها ووظيفتها. ولما كانت الجامعة في مقدمة مؤسسات المجتمع وعياً وأثراً وتربية، فإننا نتصوّرها دائمة الدأب على إثارة قضاياها لمسايرة التحولات المجتمعية والأوضاع الطارئة عليها. لا سيما وأننا نعيش اليوم رهانات تنموية جديدة تتعدد فيها الاهتمامات والانشغالات بقضايا الجامعة وعلاقتها بالمحيط السوسيو اقتصادي، وهي رهانات تتشابك فيها الأمور والأدوار، لكونها تواجه تغيرات وتحديات مستمرة اقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية وتكنولوجية ».




