وإلى جانب الأفلام العالمية التي ستدخل حيّز المُشاهدة والتنافس على جوائز المهرجان كان العريق. فقد تمّ في هذه الدورة، اختيار مجموعة من الأفلام العربية المتنوّعة التي ستعرض ضمن المهرجان. وذلك ضمن فقرات متنوّعة، تبرز الزخم الفنّي الذي تتميّز به هذه المهرجانات العالمية وإمكاناتها الكبيرة في شهرة المخرج، بحكم القدرات الممكنة التي يتوفّر عليها المهرجان، هذا فضلاً عن الوجوه الكبيرة التي تحضر يوميات المهرجان، بما يجعل المثاقفة البصريّة أمراً مُمكناً وناجعاً في التعرّف على تجارب الآخر واستلهام ذائقته والعمل على الاشتباك مع أسئلته وقضاياه وإشكالاته من الناحية السينمائية.
من الأفلام العربيّة التي جرى اختيارها ضمن مرهجان «كان» نجد كلّ من فيلم « كذب أبيض » للمغربيّة أسماء المدير، الذي يحكي قصّة شابّة «تعود إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر. في منزل عائلتها، بدأت في فرز كل أغراض طفولتها. في لحظة معينة ترى صورة: أطفال يبتسمون في ساحة روضة الأطفال. على حافة الإطار، هناك فتاة صغيرة تجلس على مقعد وتنظر إلى الكاميرا بخجل.
ثم فيلم « بنات ألفة » للمخرجة التونسية الشهيرة كوثر بن هنية، وهو من إنتاج تونسي/ فرنسي/ سعودي ومن بطولة الممثلة المعروفة هند صبري. واعتبرت المخرجة أنّ اختيار فيلمها للعرض بمهرجان كبير مثل «كان» يُظهر جمال وفرحة ما تعيشه، خاصّة بين هؤلاء المخرجين الكبار. وبسبب هذا الاختيار قال منتج الفيلم الحبيب عطية «إنّ اختيار بنات ألفة ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي تتنافس على السعفة الذهبية يعد حدثاً سينمائياً وطنياً هاماً، إذْ تعود المشاركة الأخيرة لتونس في مهرجان كان السينمائي عام 1970 حين تنافس فيلم « حكاية في غاية البساطة » للمخرج الراحل عبد اللطيف بن عمار في مسابقة الأفلام الطويلة».
هذا بالإضافة إلى فيلم «وداعاً جوليا» للمخرج السوداني لمحمّد كردفاني، الذي يُعتبر أوّل فيلم سيُعرض في تاريخ السينما السودانية بمهرجان «كان» ولذلك في مسابقة «نظرة ما». وتدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيًا للتطهر من الإحساس بالذنب.
وعبر محمد كردفاني مخرج فيلم «وداعا جوليا» ومؤلفه عن سعادته بالإنجاز التاريخي قائلًا: «أعتبر وداعًا جوليا دعوة للتصالح كما يلقي الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التي أدت إلى انفصال الجنوب».
وتابع: « أنا متحمس للغاية وفخور بجميع أفراد طاقم العمل والتمثيل بسبب هذا الإنجاز التاريخي، وكوني جزء من أول عمل سوداني يقع عليه اختيار مهرجان كان في التاريخ لأمر يثلج الصدر كما إنه أمر واعد جدًا بالنسبة للموجة الجديدة في صناعة السينما».
هذا إلى جانب فيلمي «كلاب الصيد» للمغربي كمال لزرق وفيلم « ببساطة مثل سيلفان » للمخرجة الكندية من أصل تونسي منية شكري.