يحرص أدونيس في هذا كتابه الشعري هذا على تأمّل مدينة طنجة ورصد تاريخها وذاكرتها وتحولاتها. ذلك إنّ الكتاب له قيمته وفرادته، يحث يعمل من خلاله على استرجاع ذكريات وقصص وحكايات مستلة من مدينة طنجة التي طالما زارها أدونيس وقرأ عنها من لدن كتاب كبار وفنانين عالميين عاشوا هناك منذ منتصف القرن العشرين، خاصة وأنّ « طنجيس » لها حضورها العالمي، أدباً وفناً. إذْ رغم التحولات التي عرفتها المدينة والتي برع الكاتب والروائي محمد شكري في تصويرها ونقدها بشكل ساخر، فإنّها ما تزال تكتسي طابعاً سحرياً فريداً، يجعل العديد من الكتاب والفنانين والموسيقيين يقبلون عليها سنوياً خلال فترات معيّنة من السنة. بيد أنّ كتاب أدونيس حول طنجة ليس الكتاب الأول، بل هناك عشرات الكتب التي استعرضت طنجة من وجهات مختلفة ومتباينة ترتبط بالتاريخ والرسم والسينما والمسرح وغيرها.
جاء هذا الكتاب لحظة مشاركة الشاعر في مهرجان تويزا بمعية عدد من الباحثين والمفكرين الذين قدّموا جملة من القراءات المختلفة في موضوعات متنوعة ذات صلة في عمومها بالثقافة. ويشكل هذا الديوان لحظة خاصة في مسار الشاعر، إذْ يوثّق سحر العلاقة التي ربطت جسد الشاعر بفضاء طنجة الساحر والكُتّاب الذين عرفهم والتقاهم من سبعينيات القرن الماضي داخل مهرجانات ولقاءات ومعارض وغيرها.



