وسلط المتدخلون في هذه الندوة الضوء على المسار التاريخي لـ »الإذاعة الأمازيغية »، وأدوارها ورهاناتها المستقبلية، باعتبارها إذاعة قرب ذات مرجعية عامة تقترح تنوعا واسعا في شبكة برامجها، يترجم الإرادة الهادفة إلى تقديم منتوج إعلامي عصري هدفه تثمين الأمازيغية لغة وثقافة وإبراز التنوع الثقافي والتعدد اللغوي الذي يوطد وحدة بلادنا وهويتها المتجذرة.
وكان في طليعة المتدخلين في هذه الندوة، عبد الله الطالب علي، مدير البرامج الأمازيغية: إذاعة وتلفزة، الذي قارب موضوع الندوة بعرض شامل، خلص فيه إلى الإعلان أن القنوات الأمازيغية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة سطرت خطة إصلاح جذري وشرعت في تنفيذها، وتهم طرق وآليات تدبير العمل في الإذاعة وفي التلفزة، وتغيير معايير إنتاج وإنجاز برامج الإنتاج الداخلي والخارجي.
وبعدما أبرز المتحدث ذاته أن هذا النهج الإصلاحي أثمر تسطير شبكة برامج ثابتة وفية لعادات المشاهدة والاستماع، وذات مضامين جيدة ومهنية، لم يخف أن هذا النهج الإصلاحي تقابله أطراف أخرى بالمقاومة والتصدي بطرق ابتزازية وتشهيرية لا أخلاقية، غير أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ماضية فيه بدون رجعة.
من جهته، أبرز لحسن أوسي موح، الصحافي المتخصص في الإعلام الأمازيغي، الأدوار التي قامت بها « الإذاعة الأمازيغية » في التاريخ السياسي والاجتماعي المغربي، ودورها الكبير، ماضيا وحاضرا، في تطوير إعلام أمازيغي يجسد مهام الإخبار والتربية والتثقيف والترفيه لأوسع فئات الجمهور، وأداءها المهني المتميز خلال فترات الأزمات، مشيدا بالتحولات والمبادرات التي مكنت من رفع تواصلها مع المستمعين إلى البث المتواصل 24 ساعة/24.
ومن جانبها، قدمت خديجة بوصبري، الصحافية بمديرية البرامج الأمازيغية: إذاعة وتلفزة، رصدا لمجمل التحولات التي مرت منها « الإذاعة الأمازيغية »، منذ إطلاق البث الأمازيغي سنة 1938، مبرزة بالخصوص مساهمة هذه الإذاعة في التأسيس للإعلام الإذاعي الأمازيغي بالمغرب، من حيث أجناسه ولغته وقاموسه، ومن حيث المساهمة الكبيرة في توثيق وتثمين التراث الأمازيغي، وكافة مظاهر الثقافة الأمازيغية الغنية والمتنوعة.
وتجدر الإشارة إلى هذه الندوة سبقتها جلسة افتتاحية لفعاليات الرواق المؤسساتي وتقديم برنامج أنشطته، ترأسها كريم سباعي، مدير التواصل والعلاقات المؤسساتية، وأكد خلالها أنه تفعيلا للرؤية الاستراتيجية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وتوجيهات فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام، المتصلة بتوطيد الانفتاح، وبالحرص على تنفيذ التزام المؤسسة بالسهر على تلقي ملاحظات الجمهور وتأمين تتبع ملاحظاته واقتراحاته وتظلماته، تواصل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة استثمار رواقها المؤسساتي والارتقاء به، فضاء لتقريب المرفق الإعلامي العمومي وصناع محتوياته من عموم المهتمين.
ومن أجل ذلك، وعلى غرار الدورات السابقة، أعدت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة برنامجا من الأنشطة لفعاليات هذا الرواق، تتنوع فقراته لتضم ندوات ولقاءات للنقاش المفتوح حول أدوار الخدمة الإعلامية العمومية التي تقدمها المؤسسة عبر باقة متنوعة من الخدمات التلفزية والإذاعية والرقمية، وحصيلتها ورهاناتها والمأمول منها. كما تواصل فعاليات الرواق إحياء الذاكرة الإعلامية الوطنية بتكريم واستعادة مسار وإسهامات عدد من الكفاءات المهنية التي نذرت حياتها المهنية لخدمة الثقافة المغربية عبر الإذاعة والتلفزيون.