بهذه المناسبة كان لنا معه هذا الحوار مع صاحب « امرأة النسيان » الذي يعتبر أن صدور أعماله الرواية « كاملة » فرصة للقارئ للتعرّف على الأجيال الستينية والسبعينية ومشاغلها على مستوى الثقافة والسياسة. وأيضاً الأهداف الكامنة وراء فعل الإبداع بعد الاستقلال الذي جعل الكثير من الكتاب يرفعون شعار الثقافة، باعتبارها أفقاً يُساهم في تحرير المجتمع من براثن الاستعمار.
وتأتي روايات برادة على شكل نصوص تنطلق من التحوّلات التي يعرفها المجتمع المغربي. ذلك إنّ أعماله تعمل على مساءلة المكبوث والمنسي داخل هذا المجتمع. بطريقة يغدو فيها النصّ الروائي مختبراً لطرح الأسئلة وليس نصاً لتزجية الوقت. وهذا الأمر، لعب دوراً كبيراً في تكريس اسم برادة، باعتباره من الأقلام الروائية التي تسعى جاهدة إلى كتابة نصّ أدبيّ يدعو إلى التفكير في المجتمع ومحاولة الخروج بنصّ روائي منبثق عنه.
وقد شدّد صاحب « الضوء الهارب » على أهمية الطفولة بالنسبة للمبدع، باعتبارها من المنابع الهامة للكاتب التي تُساهم في شحذ مخيلة الكاتب، مُتحدّثاً عن الدور الذي لعبته كتابة الرسائل إلى خاله وهو صغير، والتي قادته تدريجياً إلى عشق الكتابة والإيمان بقوّتها في التأثير، مع العلم أنّه لم يكُن يُريد أن يُثير إلاّ إعجاب والدته من خلال كتابة الرسائل.