وفي تصريحه لـle360 يرى محمد بنعزيز بأنّ فيلمه الجديد هذا يتناول أنواع رقصات أحواش، مُعتبراً أنّ الجسد هو أداة التعبير الرئيسية في فنون كثيرة كما في رقص فرقة أحواش نتفرخين، بحيث يجري التعبير الجسدي بواسطة الأقدام والخصر والصدر والبطن والأكتاف والأيدي والرأس. وهو عمل وثائقي يعيد الاعتبار لهذا الشكل التعبيري الذي يجعل من الجسد أداته الأساسية في التعبير ونسج علاقة خاصّة مع المتفرج. وتعتبر أحواش إحدى الرقصات الشعبية القديمة التي ما تزال حاضرة مناطق الجنوب، إذْ تؤديها فرقة مكونة من رجال ونساء يضعون على أجسادهم لباساً تقليدياً أصيلاً. ويؤدي أفراد الفرقة رقصة أحواش للتعبير عن بعضٍ من مظاهر الحياة اليومية ويغنون ويرقصون ويرددون مجموعة من الأهازيج التي تختلف من منطقة إلى أخرى.
يحرص بنعزيز في هذا العمل الوثائقي لا على توثيق طبيعة مهنة آيلة للزوال، ولا على تقديم مادة تعليمية تُعرّف بهذه الرقصات وعناصرها الفنية، بقدر ما يرصد أثرها الأنثروبولوجي العميق في بناء هوية فنية مغربية. وتأتي قيمة هذا الشريط الوثائقي في كونه يقتحم عالم الرقص الذي يبق في حكم اللامفكّر. إذْ لا نعثر على أعمال وثائقية تُوثّق الأنماط الغنائية والقوالب الموسيقية ورقصاتها. وهو غياب غير مبرّر بالنّظر إلى التاريخ المغربي وما يزخر به من عادات وتقاليد وتجارب فنية وإيقاعات موسيقية ضاربة في عمق الحضارة المغربية. ويعتبر هذا الفيلم الأوّل في سيرة بنعزيز بعد كتابة وإخراج مجموعة من الأفلام القصيرة ومؤلفات نقدية ونصوص أدبية. وهي تجربة غنية ومتنوّعة تلتقي في نهر السينما الذي يجعل منه بنعزيز أفقاً للتفكير والتخييل.