وقد خلّف الفيلم خلال جلسة تقديم ومناقشة أمام الجمهور بسينما « تاج » بمدينة عمان الأردنية، قام بها الناقد الفنّي أشرف الحساني مع المخرج، الكثير من البهجة بعدما تعرّفوا على تضاريس العمل الوثائقي والموضوع الصعب الذي تطرّق إليه بركة حول سيرة الرحل في علاقتهم بالنيازك التي تسقط في الجنوب.
وفي حواره الخاصّ مع le360 يرى عدنان بركة أنّ الاشتغال على الفيلم، جاء نتيجة الجدل الذي كان قد عُرف في المغرب حول هذه الظاهرة التي جعلت الكثير من الناس يصبحون أغنياء جداً، بعدما وجدوا نماذج من الأحجار النفيسة التي تسقط من السماء خلال ظروف علمية معيّنة. ورغ أهمية الموضوع من الناحية العلمية، فإنّ كاميرا عدنان بركة ظلّت تحوم بنمط عيش الرحل وهم يبحثون عن تلك الأحجار في خلاءٍ مُقفر. هذا الأمر، جعل الفيلم ذاتياً وحميمياً يشعر المرء بنوعٍ من الجُرج الخفي وهو يُشاهده عن موقع الإنسان في هذا الكون.
ويعتبر عدنان أنّ فيلمه عبارة عن رحلة فلسفية تأملية، بعدما عمل على الموازاة بين التشكيل الفني البصري للصورة وشاعريتها في التقاط المَشاهد، وبين الهاجس المعرفي المُتضمّن عبر شخصية الباحث الأركيولوجي. رغم أنّ « شظايا السماء » تجاوز منذ مشاهده الاولى الهواجس التعليمية التي قد تجعله مجرّد ربورتاج باهت وعابر، لأنّ الانشغال بالهمّ الجمالي على مستوى التصوير وتدرّج الحكاية ومتانتها، جعلته وثائقياً قوياً عمل من خلاله على تكسير الحدود المُتعارف عليها في الفيلم الوثائقي من خلال الإعلاء من قيمة الخيال داخل الفيلم الوثائقي. لأنّ مساحات الصمت تُعطي قيمة استثنائية للصورة وتدفع بالمُتلقّي إلى التفكير من خلال الصُوَر في معنى حياته اليوميّة.