ويلعب صاحب فيلم «البحث عن السلطة المفقودة» دور جدّ يُحاول إقناع حفيدته بضرورة التخلّي عن حبّها للموسيقى الكلاسيكية الغربية والاستماع إلى فنّ الملحون، باعتباره من الأنماط الغنائية التراثية التي ينبغي تكريس هويتها الجماليّة، ثمّ العمل على ابتكار توليفات جديدة لهذا الفن الضارب في القدم. واعتبر الكغاط أنّ العمل مع الشرايبي يتّسم دائماً بالتميّز، لكونه يضع الممثل على مسافة من الحدث الدرامي، فيُتيح له إمكانية تأمّل دوره وإمكاناته الجمالية لتقديم أداءٍ يُعوّل عليه. ويرى صاحب « الصرخة الأخيرة » أنّ هذا الدور بالضبط يسعد به كثيراً، لأنّه مُختلف عن باقي الأدوار الأخرى، فسعد الشرايبي عمل على إخراجه من الأدوار السُلطوية التي اشتهر بها، وأتاح له إمكانية السفر سيرة متعدّدة وشخصية جديدة تُكرّسه كاسم سينمائي مميّز.
هذا ويُعتبر الكغاط من أشهر الممثلين المغاربة، فهو ممثل مخضرم يعرف جيداً خبايا الفنّ المغربي، لكونه من الوجوه القليلة التي اعتلت عرش المسرح راكم من خلاله تجربة قويّة ذات أفق مُنفتحٍ على التجريب. فمنذ بروزه كاسم فني لم تخبو شرارة الأداء عنده، بل ظلّ مُتمسكاً بخشبة المسرح وفي نفس الوقت يُطل علينا بين فينة وأخرى من داخل الشاشة الصغيرة ونظيرتها الكبيرة. وإلى جانب الأعمال الوطنية شارك عز العرب الكغاط في أفلام دولية، لما يمتلك من مواصفات وملامح عالمية تجعل رواد التواصل الاجتماعي يُشبّهونه دوماً بالنجم الأميركي أنتوني كوين.
