يشارك في هذا اللقاء جملة من الباحثين والنقاد وغيرهم من المهتمين بسينما البوعناني، باعتباره واحداً من رواد المدرسة السينمائية المغربية وعموداً من أعمدتها الكبيرة راكم من الأفلام ما جعله في طليعة السينمائيين المغاربة الذين تميّزت تجاربهم بإبدالات هامّة على مستوى التفكير. ورغم عمق وأصالة سينما البوعناني إلاّ أنه في السنوات الأخيرة لا نعثر على الكثير من أعماله داخل لقاءات فنية أو مهرجانات سينمائية بما يضمن الرجل سيرورته داخل الفضاء العام. إنّ إعادة عرض ومناقشة أعماله تضمن لها ذيوعاً وانتشاراً داخل الجيل الجديد، أمام مختلف الأفلام التجارية التي باتت تطبع المشهد المغربي في الآونة الأخيرة. والحق أنّ مثل هذه الأيام الدراسية تلعب دوراً كبيراً في الاعتراف بالرجل وإبراز قيمته وأهميته، بما يجعله حياً في ذاكرة الناس ووجدانهم.
إذا كان للبوعناني من قيمة اليوم، فإنّها تكمن بالأساس في النمط السينمائي الذي ينزع صوب المخرج، كما أن تعدده في مجالات الفن يعكي لهذا الرجل خاصية استثنائية وصورة مخرج غرامشي يعمل على تفكيك الواقع، انطلاقاً من الكتابة والصورة. وتأتي قيمة هذا اللقاء المعرفي في كونه يفتح الأجيال الجديدة على سيرة أحمد البوعناني والتعرّف إلى أفلامه وما تراهن عليه من أسئلة قلقة في علاقتها بالذاكرة والتاريخ والفضاء.





