واعتمد العلماء في الاكتشاف الذي نشر في المجلة الأمريكية المرموقة Insect Systematics and Diversity، على قاعدة بيانات واسعة تضم 527 عينة جمعت من 170 موقعا عبر حوض البحر الأبيض المتوسط. وقد فحص الباحثون أكثر من 24 خاصية مورفومترية لكل عينة، شملت سمات الرأس والصدر والبطن والطول الإجمالي، وذلك ضمن مراجعة تصنيفية شاملة لمجموعة Temnothorax rottenbergii.
بالتوازي مع ذلك، استعان الفريق بتقنية العناصر فائقة الحفظ (UCE)، وهي من أحدث أدوات علم الوراثة التطورية، لاقتفاء العلاقات الدقيقة بين الأنواع القريبة وتصحيح أخطاء تصنيفية تراكمت على مدى عقود.
النوع الجديد، الذي حمل اسم Temnothorax lailae تكريما لزوجة الباحث، « ليلى »، يتميز بلونه الداكن وحجمه الصغير ونقوشه الدقيقة، وهي سمات لا تكشف إلا عبر الفحص المجهري المتخصص. كما يظهر النمل المكتشف قدرة على العيش في المناخات الباردة والمرتفعات العالية بجبال الأطلس الصغير، ولم يرصد حتى الآن خارج موقعه الأصلي.
ويؤكد أحمد طاهري، أن المغرب بات اليوم ثاني أكبر مركز لتنوع النمل في حوض البحر الأبيض المتوسط بعد تركيا، مع إمكانية التفوق عليها إذا تزايدت الاستثمارات في البحث العلمي. ومع هذا الاكتشاف، ترتفع حصيلة الأنواع المنتمية لمجموعة « Temnothorax rottenbergii » في المغرب إلى سبعة أنواع، وهو رقم غير مسبوق على مستوى إفريقيا.




