يقول الدكتور جمال بنسلمان « إنّ العمل الذي أعدّه وقدّمه وصنعه الدكتور السعيد بنفرحي هو ملامح بيان لأهل الفكر وشموس المعرفة وصناع الجمال، يرسم المعنى والمغنى، اختاره كطبق علمي مشتهى، قمرا يخرج من نافذة الأمثال من أفواه الشعب المثقف الذي عصرته تجارب الحياة بمعصرتها، سيكتب له من صفحات حسناته ومكارمه، لأنّه أعاد إلى الواجهة وجها مغربيا نورانيا ظل رغم ثقل مكانته العلمية وقامته الفكرية الشامخة وغزير معارفه المنهمرة، يتأرجح بين الحضور والغياب والتغييب، قدّمه للمتلقي النبيه بأحرف من نور وأماط اللثام عن أعماله الجليلة، ومشاركاته الفاعلة في عوالم الفكر والأدب والتاريخ والتحقيق والتعليق. ووقف وقفات خاشعة متبدلة أمام مجالات اهتمامه التي منحته الطراوة والحيوية والانتعاش، والتي رسمت بالنبط العريض وجه الأستاذ عبد القادر زمامة العلمي الوضاح، طلق القسمات، مشرق الأسارير، في اللغويات والرحلات والحضارة والتاريخ والتصوّف، المحتفي والمهتم بالمدن، الجامع بين الحسنيين، الثقافة العالمة والثقافة الشعبية، بغية التملي بمطلع الجبل الأشم، الضارب في العمق الإنساني والوجداني، الاجتماعي والثقافي والجمالي ».
يقول الناقد سعيد يقطين « وجدتني وأنا أتصفّح أعمال الأستاذ السعيد بنفرحي وأطلع على هذا العمل الذي أسعد بتقديمه أمام فرحة عارمة بالمجهود الجليل الذي قام به في خدمة الثقافة المغربية، وإبراز استخلاص أنّ هذا الوطن لا يني يقدم من يدأب على خدمة ثقافته وينشغل بها، ويصرف من جيبه من أجل تقديم ذخائرها غير ارغب في شهرة ولا طالب للجاه أو تحصيل المال. إن كل همّه يتمثل في صون الذاكرة من الضياع وتوفير مادة قابلة للاستثمار من خلال البحث أو الإبداع. لقد ألف السعيد بنفرحي وصنف أعمالاً جليلة عديدة تبرز لنا اهتماما خاصا يضرب من التأليف التوثيقي الذي نحن في أمس الحاجة إليه. إنه بجميع المعلومات من مظانها المختلفة المتعددة وينسقها تنسيقاً ييسر عملية التعامل معها. إنّه جهد لا يثمنه ويعرف قيمته إلا الباحث المدقق التي يعاني من الوصول إلى معلومة بسيطة ويعاني من أجل الانتهاء إليها. وحين يفعل بها فرحاً لا يمكن أن يوصف ».
