يأتي هذا اللقاء ليسلط الضوء على تعدد التجربة الفنية عند الهواس، باعتباره سينوغرافيا ومخرجاً مسرحياً ثم كاتباً يمتلك عدة معرفية تؤهله لاختراق كافة الميكانيزمات التي تأسست عليها الكتابة. فهو لا يرهن نفسه داخل السينوغرافيا بل يعمل على كتابة أعمال مسرحية وإخراجها، فضلاً عن الكتابة في موضوعات وقضايا تدخل ضمن مجال النقاد. لكنّ الهواس حين يذهب إلى مجال الكتابة النقدية، فهو لا يريد أن يحشر نفسه ضمن زمرة النقاد، بل يعمل على التفكير بشكل نظري في مهنته ووظيفته وآليات تفعيل بعض الأفكار. إن الكتابة هنا تغدو ملتصقة بمسام العمل الفني، إذْ تأتي لتكشف عن أحوال المهنة من الداخل ومحاولة إظهار بعض الأفكار التي قد لا يعرفها الناقد الذي تربى على الكتب. من ثم، فحين يكتب الفنان عن العمل المسرحي، فهو يبوح بالكثير من الأسرار التي لن تتأتى لأي شخص لا يعرف كواليس صناعة العمل المسرحي وجمالياته.
يقول الناشر عن هذا الكتاب « يركز الهواس على أهمية استكشاف العلاقة بين الفنون التشكيلية والمسرح من خلال منظور السينوغرافيا. فهناك جدل دائم بينهما، وتسعى الفنون التشكيلية باستمرار إلى تجديد وسائل تعبيرها لتعزيز قدرتها على إيصال المعنى. ويبرز هنا دور السينوغرافيا وما يحيط بها من مميزات، ومنها قدرتها على التكيف، وتنظيم الفضاء بين المؤدي والجمهور، وتصور هندسة المسرح، وابتكار مجالات أداء تستوعب عناصر بصرية وسمعية متعددة. من خلال عملية امتزاج هذه اللغات الفنية المختلفة، تصوغ السينوغرافيا رسالتها الدرامية، لتخلق سردًا متعدد الأوجه يتجاوز قيود النص الأدبي البحت ».




