يعتبر المخرج رؤوف الصباحي أنّ هناك اختلاف بين التلفزيون والسينما. فالأوّل جهاز بصري مُخصّص للاستهلاك اليومي داخل بيوت الناس، ويكتسب خصوصيته من هذا الانتشار الواسع الذي تُتيحه الصورة التلفزيونية مقارنة بنظيرتها السينمائية. بل إنّ الوعي بأهميتها الشعبية يزيد من سهولة انتشارها وذيوعها. على الرغم من أنّ هذا الانتشار لا يُساهم فيه الوسيط التلفزيوني، وإنّما عملية التلقّي الذي يُكرسها الجمهور. إنّ التلفزيون يقتحم بيوت الناس ويفرض سُلطته علينا من حيث لا ندري، إنّه يُكسّر الأذواق ويفرض أذواقاً أخرى.
كما يُساهم من جهةٍ أخرى في تقريب الناس من الواقع الذين يعيشون فيه عن طريق قصص وحكايات مُستلّة من هذا الواقع، يُعيد المخرج مركزتها على عرش الصورة التلفزيونية وبطريقة جماليّة تتآلف مع طبيعة العمل الفنّي. في حين تبقى السينما وسيطاً فكرياً له مقوّماته الفنية وخصائصه الجماليّة التي بها يحتمي من قهر التلفزيون وأبعاده الترفيهية. لذلك يعتبر رؤوف الصباحي أنّ التلفزيون، لم يكُن يوماً يُمثّل امتداداً حقيقياً للسينما، لا لأنّ وسيطه لا يرقى إلى السينما ومُتخيّلها، بل فقط لأنّ هواجسه الفنّية غير تلك التي تُدافع عنها السينما وصُوَرها.
هذا ويُشارك في مسلسله الجديد « يد الحنّة « الذي سيُعرض على القناة الأولى، كلا من عبد الإله رشيد وطارق البخاري وأسامة البسطاوي والبشير واكين. كما ستُشارك في الفيلم بطلة لرياضة الملاكمة التي يتشارك بدورها في الفيلم. وهو من تأليف غيثة قصّار ويتضمّن 15 حلقة من كل 52 دقيقة ويحكي قصّة ملاكمة شابة في وسط مجتمع ذكوري. لهذا يُصوّر المسلسل طيلة 15 حلقة معاناة هذه الملاكمة وسط المجتمع.
إنّ عودة الصباحي إلى التلفزيون، يعتبرها أمراً عادياً، فهو ابن لـ « الدار » بحيث قضى حوالي 17 عاماً في الاشتغال كمخرج. وراكم صاحب « لعبة الخيانة » وعياً كبيراً بالصناعة التلفزيونية رغم عشقه للسينما يبدو بارزاً في عمله السينمائي الأخير « واحة المياه المتجمّدة » وقُدرته على كتابة عملٍ سينمائي مُؤثّر بصُوَره وإشكالية في علاقته بالواقع انطلاقاً من قصّة حب.