وتأتي أهمية هذه اللقاءات التي تُنظمها الجمعية المغربية لنقاد السينما أنها تُعيد الاعتبار لتجارب سينمائية مغربية وتعمل بمعية نقاد وباحثين وأكاديميين في جعلها تخضع للتحليل والنقد. إذْ على مدار سنوات، ساهمت هذه اللقاءات في تسليط الضوء على تجارب سينمائية تبدو مهمّشة، لكنّ النقد يُعيد لها بهجتها وفتنتها في نفوس الناس. إنها طريقة فكرية ناجعة لإعادة التفكير في بعض القضايا والإشكالات التي وردت داخل تجارب سينمائية معينة وإعادة التفكير داخل سياقات جمالية أخرى. يتعلّق الأمر هنا بوظيفة النقد وقوّته في زحزحة الأفكار الجاهزة حول وظيفة النقد وعدم نجاعته داخل الساحة الفنية. بل إنّه يصبح داخل الجمعية يكتسي بعداً ثقافياً ويتحوّل إلى عملية فكرية قادرة على تشريح العمل السينمائي والزج به في عوالم فكرية تخرجه من عملية التلقي البسيطة.
اختارت الجمعية محمد عبد الرحمان التازي إيماناً منها بقوّة صاحب «جارات أبي موسى» وقيمته في طرق موضوعات ظلّت في حكم اللامفكّر فيه داخل السينما المغربية. كما أنه واحد من الرواد الذين وضعوا السينما المغربية وفق أفق جمالي خالٍ من الأبعاد الإديولوجية التي طبعت بعض التجارب السينمائية. وبالتالي، فإنّ إعادة مشاهدة وتفكير وتأمّل سينما محمد عبد التازي، ستُتيح للعم السينما إمكانات غير محدودة على مستوى الذيوع والانتشار وتقديم تأويل جديد لأفلامه ومساره ومواقفه داخل الصورة السينمائية.