تحدث أولاد السيد عن الإلهام وراء « المرجة الزرقا » قائلا: « كل أفلامي تقريبا تأتي من تجارب حياتية أو مشاهدات تلهمني. خلال تصوير فيلمي السابق » أصوات الصحراء »، صادفنا مجموعة من السياح المكفوفين يقومون برحلة إلى بحيرة إيريكي النائية، حيث يسيرون ثلاثة أيام للوصول وثلاثة أيام أخرى للرجوع. أثارني مشهد مكفوف يحمل كاميرا ليصور، فتساءلت: ما معنى الصورة لمن لا يرى؟ هذا التساؤل قادني لكتابة السيناريو بالتعاون مع عبد المجيد الساداتي والحسين الشاني ».
يعتمد الفيلم على فكرة « اللامرئي »، وتحدث أولاد السيد عن هذه الفكرة قائلا: « الفيلم لا يعرض » المرجة الزرقا » بل يتركها في خيال الجمهور. السينما ليست فقط ما يرى، بل هي أيضا ما يحس. إنها فن الحلم، والجمهور شريك في خلق القصة ».
عن اختيار الممثلين، أوضح أولاد السيد أنه يفضل الاعتماد على ممثلين محترفين خاصة من المسرح، مثل محمد خيي وحسناء الطمطاوي. ولكن التحدي الأكبر كان اختيار الطفل الكفيف. وقال داوود متحدثا عن اختياره لهذا الطفل: « قضيت وقتا طويلا للعثور على يوسف، الطفل الذي جسد الدور بإتقان. كان علينا تدريبه لمدة شهر بمساعدة مدرب متخصص ليظهر بأداء طبيعي يعكس التلقائية والحساسية المطلوبة ».
وحول طبيعة الفيلم الذي وصفه الكثيرون بأنه « موجه للعائلة »، أكد أولاد السيد: « أنا لا أتعمد تقديم أفلام عائلية، ولكن بحكم أنني إنسان شعبي وأنتمي لبيئة مغربية أصيلة، فإن أفلامي تأتي خالية من المشاهد الخارجة. السينما عندي وسيلة لرواية الحكاية بإشارة ومعنى، تعبر عن ثقافتنا دون تكلف أو تصنع ».
عن عرض الفيلم في مهرجان مراكش، قال أولاد السيد: « المشاركة هنا شرف كبير، خاصة أن المهرجان يعد نافذة على العالم. الجمهور المتنوع والصحفيون الحاضرون يضيفون قيمة للعمل.