ويأتي التكريم على خلفية الأعمال السينمائية الرفيعة التي قدمها في مساره الإبداعي المتنوع، والتي راكم فيها جملة من الأفلام السينمائية والتلفزيونية ذات العلاقة والارتباط بالواقع المغربي. وتختلف تجربة صاحب « الغرفة السوداء » من فيلمٍ إلى آخر من حيث المنطلقات الفنية والجمالية، لكنّها تلتقي حول الأرضية الواقعية التي يظل صاحب «ولد الدرب» مشدوداً إليها في تنويع قصصه وحكاياته. إذْ يغلب على صوره عنصر التكثيف الذي يحول فيه الوقائع اليومية إلى مشاهد سينمائية. ورغم دراسة وحصول بنجلون على دبلوم في الصيدلة بمنتصف السبعينيات بفرنسا، إلاّ أنّ عشقه للسينما ومتخيّلها، قاده بعد عودته للمغرب إلى إنجاز أفلام ذات علاقة بمجال دراسته. وشيئاً فشيئاً بدأ نجمه يلمع داخل الأندية السينمائية، بعدما قام بإخراج العديد من الأفلام نذكر منها: «عرس الآخرين»، «أصدقاء الأمس»، «محاكمة امرأة»، «للأزواج فقط» وغيرها.
ويُعد فيلم «الغرفة السوداء» أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المغربية، لكونه تطرق وبشكل جريئ إلى ما يسمى بسنوات الرصاص، وهو من بطولة محمد نظيف وحنان الإبراهيمي وصلاح الدين موسى وغيرهم. هذا إلى جانب فيلمه « المنسيون » الذي تطرق فيه إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث تكشف المَشاهد الظروف الاجتماعية للمهاجرين وتُعرّي أوضاعهم والطريقة التي بها يُنظر إليهم. وذلك من خلال حكاية فتاة تفقد عذريتها من طرف حبيبها ويتركها تحت ذريعة السفر إلى أوروبيا من أجل جمع المال والعودة إلى المغرب ليتزوّج بها. غير أن ظروف الحياة ستقود الفتاة للسفر إلى بلجيكا بحثاً عن صديقها.