ويُعتبر رئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة، أهمّ النقاد المسرحيين الذي يكتبون بوعي رائق، ذلك إنّ كتاباته النقديّة قدّمت الكثير للمسرح المغربي، وكشفت ملامحه وجماليّاته وأبانت عن ما يتمتّع به من سحر، باعتباره مسرحاً له أصالته وقواعده وجماليّاته. ففي الوقت الذي يذهب فيه نقاد آخرين صوب التجربة المسرحية الغربيّة، بما تقترحه من أسماء وقوالب وأشكال وتجارب، يغوص صاحب كتاب « المسرح المغربي بين الشرق والغرب » في التراث المسرحي المغربي ويكشف جماليّاته، لا من خلال عرض واستعراض التجارب والاكتفاء بها بسردها وسيرتها، بقدر ما يعمل على تحليلها ووضعها داخل سياق ثقافي يُعطيّ للكتابة عمقها ورصانتها ويجعلها تتبلور من خلال خطاب فكريّ مُركّب ينفتح بقوّة على التجريب وخرق الحدود والسياجات التي تقهر الفكر والمخيّلة.
هذا على الرغم من أنّ عنوان اليومي الدراسي، يُضمر في طيّاته هذه التعالقات التي تتواشج بين المعارف من أجل إغناء الخطاب المسرحي، والخروج به من جبّ السطحية والتدريب الإنشائي الذي يُفضي إلى تسطيح القول، صوب تفكير عابر للحدود، حيث يغدو النصّ النقديّ كتلة فكريّة مُتراصّة لها بنيتها وأنسجتها ومفاهيمها وخطابها المركزيّ المؤسّس على سياق وعلمٍ ومعرفة.
تجدر الإشارة بأنّ خالد أمين، ناقد وأكاديمي يشتغل منصب أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعوم الإنسانية في تطوان، مُتخصّص في الأدب الإنجليزي والمسرح وعوالم الفرجة. صدر له العديد من الأعمال النقدية بالإنجليزية والعربيّة، نذكر منها: « ما بعد برشست »، « المسرح المغربي بين الشرق والغرب »، « الفن المسرحي وأسطورة الأصل »، « المسرح ودراسات الفرجة ».