وحسب الباحث، فإنّ مسعى الكتاب الجديد « هو تسليط الضوء على محطات هذا المنجز، وتعقب رحلة المفاهيم البلاغية فيه، تبعا لتطور المنجز البلاغي وتأثره بظهور حقول معرفية جديدة. ولعل مفهوم « الاستعارة » في أعمال الباحث، هو الأكثر إثارة للتساؤل وطلبا لمعرفة الجواب، سواء فيما تعلق بتعريفه أو بوظيفته، على خلاف تلك البساطة التي تستوي في ذهن القارئ للبلاغة المختزلة، فالاستعارة مفهوم قديم الطرح لم تكن العصور الطويلة كفيلة بكشف حجاب هويته؛ ذلك أنها مبحث تعددت زوايا مقاربته عبر العصور والثقافات المختلفة، فإذا كانت في البلاغة القديمة؛ الغربية والعربية، حكرا على الأدباء، وخصوصا الشعراء منهم، وملمحا لإعجاز النص القرآني عند بعض بلاغيي العرب، فإنها صارت اليوم موضوع اهتمام عدد كبير من العلوم المختلفة؛ مثل علم الاجتماع وعلم النفس وعلم التاريخ ».
فقد أصبحت الاستعارة في نظر الباحث « جزءً من البنية التصورية التي يدرك بها الفرد العالم، ويحيا بها، بتعبير الباحثيْن: جورج لايكو وَمارك جونس. لذلك صار علم البلاغة يقاربها بما استجد من أبحاث في الموضوع. وقد كان لحضورها في أعمال محمد الولي تنوعٌ في الفهم والوظيفة، تبعا لما شهده مسار التأليف من تحولٍ وتطورٍ لعبت فيه الترجمة دورا هاما ». والحقيقة أنّ الاهتمام بهذه الموضوعات قديم جداً، لكنّ أصالته تبرز في القيمة المعرفية التي يُصبغها الباحث عن هذا الكتاب من خلال المراجع القيّمة التي تُعطي للبحث قيمة معرفية كبرى تدفع الباحثين إلى شحذ ترسانتهم المفاهيمية ومحاولة تكييفها مع النماذج الخطابية التي يشتغلون عليها ويحاولون عبرها نصوصها إعطاء شرعية علمية على تلك النصوص النقديّة.