ويأتي تكريم الشوبي اعترافاً بمكانته وقيمته كواحد من صنّاع الفنّ بالمغرب. ذلك إنّ تجربته الإبداعية أصيلة من ناحية الأداء وقادرة دوماً على تحقيق نوع من المتعة البصرية بالنسبة للمُشاهد. ويحرص الشوبي في عدد من أعماله التلفزيونية وأفلامه السينمائية على الظهور بصورة الفنان الشجاع القادر على أداء مجموعة من الأدوار المركّبة القريبة من الناس ووجدانها. إنّه قوّته في التشخيص جعلته من الأسماء اللامعة التي تستطيع المزج في سيرتها بين المسرح والسينما والتلفزيون دون أيّ عناء يُذكر.
ومنذ اللحظة التي تم فيها الإعلان عن خبر تكريم الشوبي تفاعل عدد من المشاهدين مع الخبر، معتبرين أنّ الرجل يستحقّ أكثر من تكريم، بحكم ما يُمثّله من مكانة مركزيّة في السينما المغربية، سواء مع الأسماء الإخراجية المخضرمة أو نظيرتها الجديدة التي يحضر فيها محمّد الشوبي بقوّة مُمارساً نضجه الفنّي المؤثّر في مُحيطه الفنّي.
ينتمي الشوبي إلى الوجوه المخضرمة التي ظلّت على مدار سنوات تشغل الرأي العام بمواقفها تجاه العديد من الإشكالات التي تطال الفنّ. ما يعني أنّنا أمام ممثل مثقف يمتلك من السُلطة الرمزيّة، ما يجعله صاحب ذوق جمالي ورأي سياسي ينمّ عن ثقافته ومفهومه الخاصّ تجاه الثقافة والفنّ عموماً.