تأتي قيمة مثل هذه الندوات في كونها تطرح قضايا مركزية داخل الفن المغربي على طاولة النقاش من أجل فهم المُنطلقات المعرفية التي تؤسس المشروع الجمالي داخل هذه الوسائط البصرية. ذلك إنّ النقاش العام يُساهم بقوّة في إنتاج العديد من المشاريع ودحض بعض الأفكار التي تُعيق تقدّم الإنتاج الدرامي. إذْ على الرغم ممّا تميّزت به الدراما المغربية في السنوات الأخيرة من وفرة على مستوى الإنتاج وجماليات الصُوَر وتحقيق نسبة مرتفعة من المُشاهدات، فإنّ ما تزال في حاجةٍ إلى الشهرة والذيوع داخل مناطق أخرى من العالم العربي. إذْ يرى العديد من الباحثين أنّ الأسباب التي تُعيق تقدّم هذه الدراما كامنٌ في اللهجة المغربية وما يطبعها من سوء فهم بالنسبة للبلدان العربية الأخرى.
يشارك في هذه الندوة كل من لطيفة أحرار والحاج طالب علي ومليكة بوطالب وعبد العزيز أوسايح وأحمد عصيد. وقد ارتأى منظمو هذه الندوة أنْ يكون الإنتاج الدرامي الأمازيغي موضوعاً للمناقشة والتحليل. سيما وأنّنا لا نعثر على الكثير من النقاش حول هذه الدراما الأمازيغية التي باتت تُحقّق نجاحاً كبيراً في المغرب وتستقطب العديد من المشاهدين من مختلف المشارب والتوجهات. خاصّة وأنّ الندوة ستُمكّن الجمهور من فهم واستيعاب الأسس الفنية والجمالية التي تقوم عليها الدراما الأمازيغية مع استشكال المسار التلفزيوني الذي قطعته هذه الدراما وأهم توجهاتها وأعلامها وأفكارها ومواقفها، إنّها بطريقة معيّنة تُشكّل سفراً بصرياً في رحاب ثقافة أمازيغية متجذّرة في التربة المغربية وذاكرتها.
