جاء هذا الانتقاد خلال مناقشة مشروع قانون رقم 18.23، المتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي. وطالب الفريق بضرورة إعادة الاعتبار للفنانين المؤهلين، مع التركيز على إحياء قاعات السينما القديمة وتحفيز الاستثمار في البنية التحتية السينمائية، ما يعيد للسينما جاذبيتها.
وفي رده على هذا الموضوع، أوضح عبد العزيز البوزدايني، مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، في تصريح لـle360، أن السينما هي « سوق حرة »، وأنه ليس من حق المركز التدخل في اختيارات المنتجين والمخرجين، إذ يعتبرون أحرارا في تحديد من يرونه مناسبا للأدوار وفقا لرؤيتهم الفنية والتجارية.
من جهتهم، اعتبر النقاد أن الاعتماد على المؤثرين بدلا من الممثلين المحترفين يؤثر سلبا على جودة الأعمال الفنية، سواء السينمائية أو التلفزيونية.
وأوضح الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم في تصريح لـLE360 أن هذا الاتجاه « لا يهدف إلى تحسين الأداء التشخيصي بقدر ما يسعى إلى تحقيق انتشار واسع من خلال جماهيرية المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي. »
وأضاف أن هؤلاء المؤثرين غالبا يفتقرون إلى الموهبة التمثيلية، مما يؤدي إلى تدني المستوى الفني للعمل.
وفيما يتعلق بتقنين هذا المجال، يرى واكريم صعوبة في تقنين مشاركة المؤثرين، إذ يؤكد أن « المخرج يجب أن يتمتع بحرية اختيار طاقمه، وإملاء الشروط عليه قد يتعارض مع رؤيته الإبداعية. » ومع ذلك، أشار إلى أن بعض المخرجين نجحوا في استخدام ممثلين غير محترفين ولكن ليس بالضرورة مؤثرين، مثل كمال لزرق في فيلمه « عصابات »، مما يدل على أن اختيار الممثلين يجب أن يكون بناء على رؤية واضحة، وليس لمجرد الاستفادة من شهرة المؤثرين.
ومن جهته، عزز الناقد الفني فؤاد زويرق هذا الرأي، مشيرا في تصريح لـLE360، إلى أن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة في العديد من الدول العربية. وأوضح زويرق أن المنتجين يعتمدون على المؤثرين لضمان انتشار أوسع للعمل على حساب الجودة الفنية، مما يحول هذه الأعمال إلى منتجات تجارية ضعيفة من الناحية الإبداعية.
وأضاف: « هذا التوجه يخلق نوعا من الضغط على الممثلين المحترفين، ويدفع البعض منهم لدخول عالم وسائل التواصل الاجتماعي بأنفسهم، أحيانا من باب المنافسة وأحيانا لتحقيق أرباح إضافية، رغم أنه قد يضر بمكانتهم الفنية. »
أما عن التقنين، أوضح زويرق أنه يفضل ترك حرية اختيار الطاقم للمخرجين، مشيرا إلى أن الفرق كبير بين اختيار المؤثرين لتحقيق انتشار مؤقت، واختيار غير المحترفين بناء على رؤية فنية محددة وهادفة.
ويرى فؤاد أن تقنين مشاركة المؤثرين سيعيق حرية الإبداع، إذ إن صانع العمل الجاد لن يلجأ إلا لمن يراه الأفضل والأنسب، بينما قد يكون المؤثرون مناسبين فقط للأعمال التجارية التي لا تهتم كثيرا بالجودة الفنية.