تأتي قيمة الكتاب في كونه يدخل ضمن ثقافة الاعتراف برجل طالما قدّم الشيء الكثير للطلبة والباحثين والساحة الثقافية والفنية بأعمال نقدية وازنة تستشكل آفاق الممارسة المسرحية، سواء داخل الأجيال القديمة أو نظيرتها الجديدة. لذلك فإنّ كتاباته تعتبر مرجعاً قوياً للعديد من الباحثين ممّن يتلمسون طريقهم صوب الكتابة النقدية المسرحية. ويعتبر فراح من النقاد المميزين الذين تابعوا عن كثب ميلاد حركة مسرحية في المغرب. فمنذ طفولته استطاع محمد فراح أنْ يُلفت انتباه عدد من المسرحيين بمقالته وجدالاته داخل الحركة المسرحية إلى جانب عددٍ من المسرحيات التي قام بكتابها وصدرت ضمن مؤلفات. ويتمتّع فراح باحترام كبير داخل الساحة المسرحية، لكونه من المثقفين العضويين الذين يؤمنون بقيمة العمل المسرحي ودوره في التغيير وليس مجرد فرجة شعبية تُقدّم الضحك والهزل.
قام بالإشراف على الكتاب الدكتور ميلود بوشايد وشارك فيه العديد من الطلبة الذين درسوا عند محمد فراح وتعلموا منه مبادئ الكتابة المسرحية وحركة النقد وتاريخ المسرح المغربي. وهي موضوعات طالما كان للباحث فضل كبير من خلالها على الطلبة والباحثين على اختلاف مشاربهم الإبداعية. على هذا الأساس، فإنّ قيمة الكتاب تأتي في كونها تُرسّخ ثقافة الاعتراف تجاه الأساتذة الذين كانوا سبباً في نجاح العديد من الأسماء التي تشتغل اليوم داخل الساحة الفنية.




