اختيار بلعباس نابع من قناعة فكرية حول الإمكانات الفنّية التي يحبل بها المخرج والتي استطاع عبر سلسلة من أفلامه اجتراح صورة مختلفة ومغايرة أكثر تجذّراً في بيئتها وذاكرتها. لذلك فإنّ اختيار تكريمه داخل مصر له دلالات، خاصّة وأنها أفلامه عُرضت في مجمل المهرجانات العربيّة وحصلت على جوائز مرموقة بسبب ما تحبل به أفلامه من مغايرة واختلاف. ذلك إنّ المتأمّل في سيرة صاحب « لو كان يطيحو لحيوط » سيجد نفسه أمام تجربة سينمائية لا تُقلّد أحد ولا تريد لها لنفسها أنْ تكون نسخة مصغّرة عن تجربة سينمائية أخرى وذلك لأنّ حكيم بلعباس يسعى جاهداً إلى البحث عن أفق بصري جديد، يكون فيه البحث عن الصورة داخل الواقع أهمّ من التفكير في الكتابة.
تعطي مثل هذه التكريمات دلالات خاصة لسيرة الفنانين والمخرجين، لكونها تُشعرهم بقيمتهم ومكانتهم وأهميتهم في حياة الناس. ذلك إنّ السينما لا تسهر على تجميل حياتنا وإنما تلعب دوراً كبيراً في التعريف بالأوطان والدفع بالناس إلى التفكير في مشاكلهم وإشكالاتهم. كما يمنح التكريم فرصة للأجيال الجديدة في مصر التعرّف على أفلام حكيم بلعباس والقيمة الجمالية المضافة التي تُقدّمها سواء من ناحية الصورة أو الكتابة.
