يقدم الباحثون محمد همام ونبيل فازيو ويوسف بن ناصر وعزيز بعزي دراساتهم يوم 27 يوليوز 2024 وهي في مجملها قراءات نقدية في الكتاب، نظراً لأهمية الكتاب في تأمّل المسار الفكري عند محمد عبده، باعتباره رائداً من رواد حركة الإصلاح وعلامة فارقة في تاريخ الفكر العربي الحديث. وتُسلّط هذه القراءات الضوء على محمد عبده في علاقة بالإسلام الحديث وكيف عمل هذا المفكر على تمثل هذا المفهوم وبلورته داخل واقع عربي يجد في الماضي استمرارا له. وساهم عبدة من وجهة نظره وفي السياق التاريخي الذي وجد نفسه فيه على تقديم سردية فكرية مغايرة في النّظر إلى مفهوم الإسلام الحديث وساهم إلى جانب مفكرين آخرين في إرساء نوازع فكر حداثي يُحرر المرء من سطوة الماضي عليه.
تساهم مثل هذه اللقاءات في إعادة طرح بعض القضايا والإشكالات التي طُرحت قُدمت في مسائل تعلق بالاجتهاد الفقهي والمرأة وغيرها. إنّ الإسلام الحديث إسلام أكثر انفتاحاً على تحولات الواقع، وهو إسلام روحي حضاري يستثمر المخزون الثقافي العربي الإسلامي ويعمل على توظيفه داخل الحياة اليومية في كل ما يتصل بها من عبادة ومعمار وذوق ولباس وثقافة. غير أنّ الرؤية الفلسفية في النّظر إلى مسار محمد عبده، ستُساهم لا محالة في القبض عن اللامفكّر فيه داخل مشروعه الفكري في علاقته بموضوع حساس كالإسلام الحديث.