وتميز افتتاح المهرجان، الذي تجري فعالياته بالمركز الثقافي احمد بوكماخ إلى غاية 9 يوليوز الجاري، بتدشين معرض الكتاب، ومعرض ثنائي للفن التشكيلي للفنانين عبد القادر السكاكي ومحمد حستي، ومعرض فوتوغرافي لطيور الماء والبراري لبوجمعة لكريك، ومعرض للفن التشكيلي الإفريقي لتعاونية طلبة رواندا للفن الأفريقي، ومعرض المنتوجات المجالية والتقليدية الأمازيغية، ومعرض « هؤلاء مروا من هنا » الذي يحتفي بكتاب وأدباء ومفكرين وفنانين شاركوا في دورات المهرجان.
وقال مدير المهرجان، عزيز ورود، إن اختيار شعار هذه الدورة ينبع من قناعة أن المغرب في حاجة إلى مشروع ثقافي بديل من شأنه أن يواكب النموذج التنموي الجديد في تحقيق الأهداف المسطرة لتحقيق نهضة حقيقية اقتصادية وثقافية بالمغرب.
وأضاف، في تصريح صحافي بالمناسبة، أن هذه الدورة تنعقد في أعقاب تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية، على غرار السنة الميلادية والهجرية، منوها بان فقرات المهرجان تجمع بين النقاشات الفكرية والعروض الفنية التراثية والمعارض الفنية لإبراز غنى الثقافة الأمازيغية باعتبارها مكونا للهوية المغربية.
وانعقدت فعاليات الندوة الفكرية الأولى في موضوع شعار المهرجان بمشاركة مفكرين من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وسوريا ومصر، حيث تم التداول في الحاجة إلى نهضة ثقافية تقطع مع التقليدانية وتفتح الباب أمام حداثة تواكب تطور المجتمعات. وأطر هذه الندوة كل من الشاعر السوري أدونيس، ومن ليبيا إبراهيم الكومي، ومن تونس رجاء فرحات، ومن الجزائر أمين الزاوي، ومن مصر يوسف زيدان، بتأطير من المفكر المغربي أحمد عصيد.
واعتبر متدخلون أن التأسيس لمشروع ثقافي بديل بالعالم العربي وشمال إفريقيا يقتضي أولا خلخلة البنيات الاجتماعية القائمة على ركائز الانتماء القبلي والديني والعقدي، ومن ثمة التأسيس لمجتمعات تقوم على ديمقراطية حقيقية، محذرين في ذات الوقت من « دكتاتورية الديموقراطية » التي تدفع إلى التجديف في المقدسات والطعن في القيم الأخلاقية الطبيعية التي تقوم عليها المجتمعات باسم « الحرية ».
كما حذر المتدخلون من « طغيان المعلومة »، لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تسبب في تقويض الحقائق والطعن في المعارف، ومن ثمة في التشكيك في المسلمات.
وستتواصل فعاليات المهرجان الجمعة بانعقاد الملتقى الخامس عشر لتخليد أدب الكاتب العالمي محمد شكري تحت شعار « ماذا تبقى من الخبز الحافي؟ »، بمشاركة طلحة جبريل وخديجة البوعزاوي وعبد الكريم جويطي -ولطيفة باقا، وتسيير الشاعر عبد اللطيف بنيحيى.
وثم انعقاد ندوة « إضاءات حول تاريخ الأمازيغ »، بمشاركة الباحثين نضار الأندلسي، ومصطفى أوعشي، وامحمد جبرون، وأحمد عصيد، وعبد الخالق ك لاب، وتسيير محمد علو، ويوم السبت ستعقد مائدة مستديرة حول « جدوى الكتابة » بمشاركة ثلة من الكتاب والأدباء والشعراء، ثم عقد لقاء مفتوح مع المفكر المصري يوسف زيدان.
في آخر أيام المهرجان، تنظم تعاون " Afrishine " من رواندا صبحية للأطفال تضم ورشة تقنيات الرسم من تأطير طلبة رواندا بطنجة، ثم ورشة حرف ثيفيناغ من تأطير الأستاذ شفيق أعاروذ، وجولة سياحية لضيوف مهرجان « ثويزا » لاستكشاف معالم طنجة التاريخية بعد إعادة التأهيل، ثم اختتام فعاليات المهرجان بلقاء حواري « أدونيس في مفترق قرنين »، تتخلله قراءات شعرية ووصلات موسيقية.