ربورتاج: إصلاح وترميم «دير تومليلين التاريخي» بآزرو.. تثمين للذاكرة المغربية المشتركة

إصلاح وترميم «دير تومليلين التاريخي» بآزرو.. تثمين للذاكرة المغربية المشتركة

إصلاح وترميم «دير تومليلين التاريخي» بآزرو.. تثمين للذاكرة المغربية المشتركة

في 23/09/2024 على الساعة 14:00, تحديث بتاريخ 23/09/2024 على الساعة 14:00

فيديوبمناسبة انتهاء المرحلة الأولى من أشغال ترميم وصيانة مصلى دير تومليلين المتواجد بأعالي أزرو، نُظّم، نهاية الأسبوع المنصرم، حفل بحضور شخصيات بارزة ومهتمين بالثقافة والتراث. هذا الحفل، هو ثمرة تعاون بين مؤسسة «ذاكرات من أجل المستقبل»، ومركز «تعارف للبحث والتكوين في العلاقات بين الأديان»، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بدعم من المؤسسة البلجيكية Futur 21، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

ويحتل دير تومليلين، الذي تم تأسيسه سنة 1952 على يد رهبان بنديكتيين فرنسيين من مدينة تولوز، مكانة مركزية في منطقة أزرو، وذلك نظرا للدور المهم الذي لعبه طيلة سنوات، في تقديم تعليم عالي الجودة لأطفال المنطقة، أو الأطفال الوافدين عليها، إلى جانب عدد من الخدمات ذات الطابع الاجتماعي.

وشكّل هذا الدير التاريخي، طيلة الفترة الممتدة بين سنة 1956 و1967، مكانا للتفاعل الثقافي، وفضاءً للحوار بين الأديان، وتَجَمُّعاً بين المثقفين والمفكرين من مشارب مختلفة، لا سيما المسلمين والمسيحيين من عدة بلدان، إفريقية وأسيوية وأوروبية، وهو الأمر الذي سهر الملك الراحل محمد الخامس، طيّب الله ثراه، على تشجيعه، وحظي برعايته السامية، كما شهدت دورته المنعقدة سنة1957، تنظيمها تحت الرئاسة الفعلية للمغفور له، الملك الحسن الثاني، حينما كان وليا للعهد آنذاك.

وفي تصريح لـLe360، أكدت لمياء الراضي، رئيسة مؤسسة «ذاكرات من أجل المستقبل»، على أهداف المرحلة الأولى من أعمال الترميم والصيانة، والأهمية التي يحتلها موقع تومليلين في تاريخ المغرب، باعتباره فضاء تاريخيا للقاءات الدولية الفريدة والاستثنائية، وكذا في ما يتعلق بالحوار بين الأديان، ابتداء من صيف 1956، أي بعد ثلاثة أشهر من استقلال المغرب.

وأضافت: «تمكنا من تنفيذ العديد من أشغال الإنقاذ الطارئة لمصلى دير تومليلين، وهو مبنى الصلاة المسيحية الوحيد في المغرب، الذي ثُبِّتَت على سقفه الداخلي، منذ سنوات الخمسينيات، النجمة الشريفية لسلطان المغرب، لتشكل منذ ذلك التاريخ، دلالة على تقدير رهبان هذا الدير، لمكانة المغفور له، صاحب الجلالة الملك محمد الخامس، باعتباره أميرا لكافة المؤمنين، حيث أدوا صلواتهم وابتهالاتهم تحت حمايته».

كما أكدت لمياء الراضي، أن هذه المرحلة الأولى، التي ركزت على أشغال الإنقاذ الطارئة لمصلى دير تومليلين وصيانته، ستفتح المجال لمرحلة ثانية تهدف إلى استقبال جمهور واسع لاكتشاف هذا المكان التاريخي، كجزء مهم من الذاكرة المحلية للساكنة، وترجمة ونشر أعمال العديد من اللقاءات الدولية التي احتضنتها المنطقة، فضلا عن تنظيم العديد من الأنشطة الحوارية والنقاشية.

وفي كلمة لها بهذه المناسبة، ذكرت عائشة حدو، رئيسة مركز تعارف للبحث والتكوين في العلاقات بين الأديان التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بالرسالة السامية التي وجهها الملك محمد السادس بمناسبة المؤتمر الدولي، حول «حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية» المنعقد بمراكش، والتي اعتبر فيها الملك تومليلين فضاء للقاء والحوار بين الأديان، مُبرزا البعد الرمزي لعملية ترميم مصلى دير تومليلين، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالخصوص بتثبيت الأساسات وتقويتها، مع الحفاظ على جوهر الموقع للأجيال القادمة.

من جهتها، سلطت بارون مارتين جونيت دو باسومبييغ، رئيسة المؤسسة البلجيكية Futur 21، الضوء على الأهمية الرمزية لترميم مصلى دير تومليلين، بالإضافة إلى بعدها الجمالي، وأكدت أن هذا المكان أضحى أكثر أهمية، من أي وقت مضى، في السياق الحالي الذي يتسم بالعنف والنزاعات، ويتعين أن يكون مركزا لبناء مستقبل أكثر أمانا.

يشار إلى أن فضاء تومليلين التاريخي شهد حضور مكثف لمفكرين ومهتمين بالشأن الثقافي والتراثي، وهو ما يعكس الإرادة المشتركة في العمل من أجل مستقبل أكثر انسجاما وعدلا، للحفاظ على تراث فريد، قائم على الحوار بين الأديان والاحترام والاعتراف المتبادل، كجزء من الذاكرة المغربية، وجب نقله إلى الأجيال القادمة.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 23/09/2024 على الساعة 14:00, تحديث بتاريخ 23/09/2024 على الساعة 14:00