تلعب الثقافة دوراً محورياً وبارزاً في التنمية الاقتصادية للكثير من البلدان. فالثقافة ليس مجرد أفكار ونظريات ومفاهيم يتسلّح بها المرء لتحقيق نوع من الرفاه على مستوى العيش، بل غدت اليوم بمثابة قاطرة ثقافيّة صوب التنمية. إذْ تحقق معارض الكتب ونقط البيع في المكتبات العام واللوحات والأفلام سياسية تجعلها نستغني أحياناً عن أمور أخرى تُساهم في تنمية الاقتصاد مثل الفلاحة والصناعة والصيد وغيرها. فالثقافة عاملٌ هامّ يُمكن أنْ يُحدث التغيير في الفضاءات المنسية والأماكن الصامتة، بحيث تستطيع أنْ تنتزعها من الصمت وتجعلها تعيش زخماً اقتصادياً عبر المعارض والكتب والأفلام والألبومات. ورغم تردّي الوضع الاقتصادي للبلد في علاقته بالثقافة، إلاّ أنّ التحولات الكبيرة التي بات يعرفها هذا القطاع في المغرب ومجهودات الوزارة في إعادة التفكير في صناعة ثقافية، قادرة على جعل البلد يُحقق رفاهاً ثقافياً.
ويستطيع المغرب بحكم موقعه الجغرافي وذاكرته التاريخية أنْ يجعل من الثقافة مشروعاً مجتمعياً قادراً على الاستفادة من التاريخ وتطويعه ثقافياً من أجل صياغة معالم هوية مغربية قومها الابداع والابتكار. هذا ويُشارك في الندوة التي ستحتضنها المكتبة الوطنية بمدينة الرباط كل من رشيد عشعاشي ومحمد شويكة ومحمد لطفي المريني ومحمد شيكر وعادل حجي.