تأتي قيمة هذا المهرجان أنّه يُنظّم داخل الجامعة بمعنى أن منطلقاته معرفية وليست ترفيهية كما يحدث اليوم في عدد من المهرجانات الوطنية. إذْ سيُساهم هذا الحدث لا محالة له في اكتساب ثقافة الصورة لدى الطلبة والباحثين والأساتذة وتشجيعهم على الخوض في مسائل سينمائية مفيدة لمسارهم الأكاديمي، خاصّة وأنّ الثقافة المغربية تعاني من شحّ كبير في مجال الكتابة حول السينما لأسباب تاريخية وأخرى بيداغوجية في الأساس. على هذا الأساس، فإنّ إقامة مهرجانات من هذا القبيل تساعد الباحثين والطلبة على كيفية تمثل السينما على أساس أنها فنّ بصري يقدم للباحث إمكانات مذهلة على مستوى البحث وذلك من خلال السفر في العديد من الأفلام ذات النمط الفكري والتي تلعب دوراً حيوياً في تنشيط الذاكرة وتشجيعا على الخوض في مسائل فكرية في الأساس.
ويحرص فريق المهرجان أنْ تكون هذه التظاهرة موجهة للطلبة والباحثين، إيماناً منهم بقيمة السينما في التأسيس لثقافة بصريّة نوعية تمكّن الطلبة على الخوض في غمار البحث السينمائي عبر كتابة أبحاث حول السينما المغربية، أمام تعرفه هذه السينما من تحوّلات جوهرية ذات علاقة بالسياسة والمجتمع على حد سواء. وقد حظيت السينما في الآونة الأخيرة بمكانة معتبرة وبقيمة كبيرة من لدن المؤسسات بعدما باتت تراهن عليها كجسر ثقافي لبناء علاقات دولية وتحقيق رفاه اقتصادي داخل المنظومة الثقافية.
