يعتبر حميد الزوغي وحداً من التجارب الفنية التي قدّمت الشيء الكثير للتجربة الفنية بالمغرب. وعلى الرغم من كون الرجل يوازي في تجربته بين المسرح والسينما والتلفزيون، إلاّ أنّه استطاع النجاح في كلّ هذه الوسائط التعبيرية ويخلق لنفسه مكانة معتبرة داخل الساحة إلى جانب فنانين آخرين. تأخذ السينما عند الزوغي بعداً اجتماعياً، فهي عبارة عن تمرين بصري مكثف يستعرض قضايا وإشكالات ذات صلة بالمجتمع ويعمل عبرها الزوغي خلق تواشجات فنية مع عنصر الصورة ومتخيّلها. ويعتبر هذا الفيلم العمل الروائي الثالث لرشيد الوالي والذي يلعب دور بطولته الفنان حميد الزوغي من الأفلام ذات خصوصية اجتماعية في سيرة رشيد الوالي كمخرج، بحيث يحاول عبر السيناريو أنْ يحكي قصة العربي « عامل المناجم المغربي السابق، الذي استقر في فرنسا لأكثر من أربعة عقود، لكن رغبته الكبيرة هي العودة إلى وطنه ليُدفن بالقرب من قبر زوجته، بعد تلقيه النبأ المفجع عن مرضها العضال ».
ويأتي تكريم الزوغي وعياً فريق الملتق بأهميته كفنان وممثل متعدد المواهب، له القدرة على التمثيل والكتابة والإخراج والعمل على خلق مناخات مغايرة داخل السينما المغربية. وحتّى إنْ كنت أفلام الزوغي ليست عميقة فهي حقيقة لا تدّعي ذلك، بل إنّها تتعامل مع الفن السابع وفق آلية تلقائية، لكنّها لا تحيد ببصرها عن القضايا والإشكالات ذات الصلة بالمجتمع المغربي وتحولاته الراهنة.