في السلسلة الجديدة «الفد تيفي» تبدو أحياناً شخصية كبور غير مُقنعة على الإطلاق في أدائها، بل يشعر المُشاهد كما لو أنّه أمام عمل رتيب من حيث الحبكة والكلام العادي الذي لا يمُتّ للكوميديا الشعبية في صلة. إذْ رغم انفتاح حسن الفد على توسيع مفهوم الفضاء وجعل شخصية « كبور » تخرج من بيتها، صوب فضاءات مفتوحة وأمام شخصيات أخرى، لم ينجح هذه المرّة في تقديم أداء مُقنع كما هو الحال في السنوات الماضية. كلّ شيء عادي في «موسطاج» بدءً من طريقة الكتابة المُفتعلة التلقائية الخاضعة إلى نفس شعبي.
فالكتابة تبدو كما لو أنّها كتابة ميكانيكية كُتبت قبيل التصوير. فبعض المَشاهد لا تُقدّم أيّ جديد على مُستوى الكوميديا، بل نشعر وكأنّ المَشاهد مُكرّرة خاضعة إلى نفس انتقائي، يجعلها تفقد حرارتها، لا من ناحية الأداء فقط، بل أيضاً من جانب الكوميديا الشعبية نفسها. في حين تُغرقنا بعض المشاهد في هستيرية من الضحك. كما أنّ أداء حسن الفد في السلسلة، بقي عادياً ولم نشعر بأيّ تحوّل في طريقة أداء الدور، باستثناء انفعالاته المتكرّرة مع الشخصيات الأخرى. كما أنّ شخصية «كبور» نفسها لم تتطوّر من جوانبها الدرامية، فالشخصية ماتزال كما هي في تفكيرها وسلوكها.
ما يميّز الجزء الجديد، هو الطريقة التي بها حاول حسن الفد استلهام العديد من الشخصيات التي ظهرت في سكيتشات والتعامل معها وفق سلسلات تشتبك مع قضايا مجتمعية، تُعالج بمسحة درامية، تجعلها تبرز إلى السطح وتأخذ الكلمة لتعبر عن حالاتها ووجدانها وهواجسها وأحلامها ومواقفها. وبالنظر إلى تباين واختلاف كل حلقة عن الأخرى من ناحية المواقف الكوميدية، فالشكل الجديد الذي به فكّر حسن الفد تكسير صورة « كبور »، جعل السلسلة تأخذ منحى آخر، من ناحية التفكير في مواقف كوميدية جديدة، ثم وفق آلية مختلفة تُوجّه فعل الأداء. ففي مختلف الأعمال الفنية لدى حسن الفد، يبرز الشكل باعتباره أفقاً بصرياً يعطي للفنان إمكانات مذهلة على مستوى الكتابة وطريقة التعامل مع الفضاءات (مفتوحة ومغلقة).
في مختلف مشاهد «موسطاش» تبدو شخصية لحبيب وكالاطا. شخصياتٌ استثنائية متكاملة. بحيث لها القدرة في أنْ تُصبح موضوعاً لسلسلة جديدة، بعيداً عن شخصية كبور ويومياتها. الشخصيتان يطغى عليهما المواقف الهزلية المدهشة في سلاستها. لكنْ ما يجعلها تنتمي إلى عوالم شخصية كبور، أنّها قريبة منه من ناحية التفكير واللباس والسذاجة. وهي توابل فنية هامّة تعطي للعمل استمراريته من الناحية الدرامية وتجذّره في بيئة البادية وشجونها اليومية وعوالمها الواقعية.