يعمل الباحث على تفكيك تقرير استخباراتي، ومحاولة التنقيب في سيرة هذه الشخصية. ذلك إنّ الاشتغال على الأرشيف، يعد دعامة أساسية في مجال البحث التاريخي، إذْ يعطي للباحث إمكانات كبيرة للاشتغال على قضايا وإشكالات غير مطروقة من قبل، حيث توفر الوثائق الجديدة بنية معرفية مغايرة تعطي للباحث قدرة على التفكير في السياقات التاريخية والمفاهيم الفكرية التي تتأسس عليها الرؤية الكولونيالية، إنّها تعطي للقارئ الطريقة التي بها كان ينظر الاحتلال الأجنبي إلى شخصية المختار السوسي بحكم موقعه الفكري وقيمته العلمية في ذلك الإبان.
في تقديمه للكتاب يقول شفيق أرفاك « حاول المرحوم محمد المختار السوسي الاحتفاظ على جبتي مربي الأجيال والمريد الصوفي، بينما خضعته الحماية لمراقبة شديدة أفضت إلى حكم الثقاف الجائر ببلدته الأصلية إلغ في 1937 وسُجن مع بقية أعضاء الحركة الوطنية بوعر كردوس وما إليها من معاناة. ويبدو أنّ هذا التقرير الاستخباراتي المنجز في حقه لم يكن ميسراً من ذي قبل لفائدة ثلة من الأكاديميين المغاربة. لقد أقرّت المدرسة الكولونيالية بأهمية أداة الاستخبار بيد ضباط الشؤون الأهلية تمهيداً علمياً لاحتلال المغرب، بيد أن التقرير انتقل إلى مرحلة أخرى باستعمال وسائل أكثر تنظيماً إبان بداية التحكم في مجال كان عصياً على المخبرين قبل هزيمة المجاهد عبد الكريم الخطابي ».
