الباحث عبد الفتاح شهيد يُنقّب عن الهوية في القصيدة المغربية

مكتبة

في 04/08/2024 على الساعة 07:30, تحديث بتاريخ 04/08/2024 على الساعة 07:30

أصدر الباحث عبد الفتاح شهيد دراسته النقدية الجديدة بعنوان « الشعر والهوية » وهو عبارة عن دراسة في شعرية القصيدة المغربية ضمن منشورات الموجة الثقافية في المغرب.

ويأتي هذا الكتاب ليقارب جنساً أدبياً بدا وكأنّه من الأجناس التي أصبحت مغمورة داخل الثقافة المغربية بسبب الاهتمام المفرط في دراسة الرواية ومتخيّلها، بعد حظوة باتت تحظى بها من لدن مؤسسا ثقافية، جعلتها الجنس الأدبي الأكثر قراءة مقارنة مع القصّة والشعر. ويعمل الدكتور عبد الفتاح شهيد في دراسته الجديدة على استشكال موضوع الهوية داخل بينة القصيدة المغربية، على خلفية التحوّلات المعرفية التي عرفها الشعر المغربي المعاصر. والحقيقة أنّ الجدل الذي عرفته القصيدة خلال السبعينيات من الناحية الإيديولوجية لم يؤثر على جمالياتها خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم. فقد تميّز التجربة الثمانينية بانفتاح القصيدة على الجانب المعرفي والرهان على الأبعاد الجمالية في صياغة قصيدة متحرّرة من ربقة الإيديولوجيا ومنفتحة على الذات في تحوّلاتها. لكنْ بغضّ النّظر عن المفاهيم التي حاول الجيل الثالث في المشهد الشعري المغربي المعاصر تكريسها بوصفها مفاهيم مغايرة عن نظيرتها التي تبناها جيل السبعينيات، تبقى القصيدة المغربية في تحوّل دائم سيما في وقتٍ أصبح فيه الحديث عن الهوية صعباً ويتّخذ طابعاً مركّباً في بنية النصوص الأدبيّة.

في كتابه هذا يتعامل عبد الفتاح شهيد مع الهوية باعتبارها براديغماً فكرياً داخل النص الشعري. من ثمّ، يعمل وفق مناهج مختلفة على دراسة شعرية القصيدة والعمل على بناء تحليل دقيق ومنطقي لطبيعة النصوص التي قاربت موضوع الهوية وحاولت أنْ تبني شعريتها من تاريخها الخاصّ. إنّ موضوع الشعر والهوية رغم ما يبدو عليه من تقليد، فهو موضوع حيويّ وما يزال يطرح أسئلة جوهرية وقوية في علاقة الشعر بالتحولات المعرفية التي باتت تفرض نفسها على الأنساق الثقافية وتحاول أنْ تُوسّع من أفقها ليشعل باقي المجالات الأخرى.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 04/08/2024 على الساعة 07:30, تحديث بتاريخ 04/08/2024 على الساعة 07:30