وتعتبر الفنّانة الواعدة مجدولين بنصغير من الوجوه الجديدة داخل الساحة الموسيقيّة المغربيّة التي تعمل على إحياء آلة العود وجعلها تأخذ طابعاً مركزياً في أغانيها، لا بسبب الحيف الذي غدا يطبع هذه الآلة، وإنّما كاختيار جمالي يُمكّن صاحبة يا «أمي» من نحت مسارها الغنائي ويجعلها تستعيد سيرة هذه الآلة وخصوصيتها داخل الأغنية المعاصرة، كما هو الحال في أغنيتها الأخيرة التي تُوازي فيها بين فتنة الإيقاع الغربي المُندفع وجماليّات عزف العود على الطريقة المغربية الأصيلة. لهذا اعتبرت بنصغير في حوارها الخاصّ مع le360 بأنّ العود آلة حميمية تُعطي للفنّان إمكانية الاشتباك معها بطريقة تجعله يعزف ويُغنّي في آنٍ واحد، ويرسم لنفسه بورتريها فنّياً مُكتملاً.
تتشكّل ملامح أغنيتها الجديدة وفق نظامين متوازيين يمزجان الأصالة بالمعاصرة، فالأولى عبارة عن تأليف وعزف، أمّا الثانية فتأخذ طابعاً إيقاعياً يستلهم نوعاً من الموسيقى الغربيّة المعاصرة، باعتبارها تفتح مسارب موسيقية جديدة للأغنية وتخرجها من أبعادها المحلية، صوب منعطفات كونية تجعلها مُستساغة لأيّ مُستمع أجنبي. إنّ هذا البعد التجديدي حدست به بنصغير منذ دخولها إلى المعهد الموسيقى وحصلت عبره على شهادة الإتقان في العود، وجعلتها تنخرط بشكل فعلي داخل الساحة الموسيقية من خلال مشاركتها في العديد من مهرجانات العود المغربيّة.