تأتي قيمة هذا الملتقى في كونه من الملتقيات النادرة التي تحتفي في أشغالها بالفن والصناعة الجمالية، على خلفية ما أصبح يطبع هذه الموضوعات من قيمة كبيرة داخل المغرب. على هذا الأساس، فإنّ ملتقيات من هذا القبيل تزيد من الوعي الفكري تجاه تاريخ المغرب الثقافي وتراثه الفني وتضع المؤسسات أمام مسؤولية ثقافية حول ضرورة الاهتمام بهذا التراث الفني عبر ندوات ولقاءات وملتقيات تُعزّز الوعي تجاه مفهومي الفنّ والجمال. ونظراً إلى البعد الملتزم الذي يراهن عليه هذا الملتقى، فقد ارتأى فريق الملتقى أنْ تكون الفنانة والنحاتة المعروفة إكرام القباج ضيفة على ماستر كلاس داخل الملتقى من أجل فتح حوار مفتوح معها والوقوف عند أهم اللحظات البارزة التي طبعت مسارها الفني ووعيها الجمالي.
تنتمي القباج إلى الوجوه الفنية الأصيلة في مجال النحت. ذلك إنّ سرتها الفنية غزيرة من ناحية المشاركات العلمية والمعارض الفنية، سواء داخل المغرب أو خارجه. لذلك، فإنّ إقامة ماستر كلاس مع إكرام القباج من شأنه أنْ يعطي للطلبة والباحثين فسحة من التأمّل حول خصوصية النحت المغربي والإمكانات التي يحبل بها، خاصّة أمام غياب أسماء نسوية في هذا المجال، بحكم ما يطبع النحت من صعوبة كبيرة تتطلّب نوعاً من القوة والحضور الجسدي إلى جانب الأبعاد الفكرية ونظيرتها الفنية والجمالية التي تحوّل الأشياء العادية إلى تحفٍ فنية باقية في الذاكرة والوجدان.
