يقول الكاتب اسماعيل غزالي في تقديمه للكتاب «يتشعب بنا عبد القادر الشاوي، ألعبان التخييل الذاتي في خرائط متشابكة من أصل متفرقة أو مزحزحة هائماً بنا في غابة مفخخة بالمرايا، متقابلة أحياناً، مضاعفة أحياناً أخرى، عاكسة أو معكوسة، متناسلة بلا نهاية، وأما الوجوه على تعددها فسيفسائية كانت أو هلامية، ماهي في أوفى الأحوال، إلأا وجهه هو كيفما شاءت أن تخدعنا بغير ذلك. هي حواشي طاعنة في دربة الأسئلة واحتراف القلق اللامع بوجهي معدنه الحارق: الوجودي والجمالي. فبصرف النظر إن كانت الحاشية(بورتريهاً أو نصا في السفر أو مغامرة حياة أو قراءة في رواية أو كتاب أو استرجاعاً لسيرة مدينة موشومة أو بيانا ثقافياً و رسائل و يوميت أو كلمة نقدية أو تسللاً شقياً إلى غرف نساء حميمات) ستلقي بشكل من الأشكال أن هذا الكتاب الماكر ليس محض مقالات مشذبة بحرفية بستاني متوسطي أنيق، بل هو ممهور أيضاً بتخييل ذاتي هذه العلامة الموشومة الغائرة التي إنْ دلّت على الكاتب وأثره أضلتنا بمقدرتنا السرابية إليهما في آن».
يعد عبد القادر الشاوي أحد أبرز الروائيين في المغرب الذين تأتي كتاباتهم حول مرحلة سياسية عصيبة مرّ من البلد، لا باعتبارها شهادة وإنما بوصفها كتابة لها ما يميزها من ناحية التفكير والتخييل. فقد حرص الشاوي في مجمل رواياته على على الكتابة وفق نفس أدبي مختلف تحفر مجراها عميقاً في الذاكرة الشخصية، لكنّها سرعان ما تعيد موقعة التاريخ والجسد داخل الواقع الذي تنتمي إليه.
