وحسب بين المؤسسة، يعد الذكاء الاصطناعي ذروة ما بلغته البشرية في ثورتها التكنولوجية الحديثة، فهو نظام تقني مترابط يقوم على التطوير المستمر للآلات والبرامج التي تضاهي في « ذكائها » الملكات الذهنية البشرية، وقد غَمَرتْ تطبيقات الذكاء الاصطناعي مختلف جوانب الحياة الإنسانية في « المنازل والبنوك والمكاتب والمستشفيات والأقمار الصناعية وأفلام الرسوم المتحركة والألعاب الإلكترونية والمعارض الفنية والطائرات العسكرية بدون طيار وكاسحات الألغام الروبوتية والترجمة الآلية.
وصار هذا النظام التقني « ظاهرة اجتماعية وثقافية كلية » استدعت نقاشات واسعة بين الخبراء في التقنيات الحديثة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، فإذا كان الذكاء الاصطناعي قد ساعد مثلا « علماء الأحياء وعلماء النفس واللُّغويين على فَهمِ عمليات الذاكرة والتعلُّم واللغة من زوايا جديدة »، فإنه يثير من جهة ثانية أسئلة متنوعة عن آليات عمل الذكاء الاصطناعي وآثاره على الحياة البشرية والعلاقات الإنسانية وأنماط العيش وأنظمة العمل.
جدير بالذكر أنّه على الرغم مما تفرضه الظاهرة من تحديات، يبدو البحث العلمي المغربي وكأنّه بعيد بشكل كلّي عن الذكاء الاصطناعي. إذْ لا توجد بحوث عميقة تطرق بابه من وجهة نظر العلوم الإنسانية ونظيرتها الاجتماعية. وهو أمرٌ يطرح أسئلة حقيقية حول مستقبل هذه الظاهرة التكنولوجية على ضوء بحث علمي مرتبك.