وحسب المنظمين فإنّه «من مهام الفاعلين في المجال الثقافي خلق مساحات حقيقية من التنوير، ويزداد دور الجمعيات الثقافية التي تشتغل في المراكز والمدن الصغرى والبوادي أهمية قصوى حينما يتعلق الأمر بجعل الثقافة جزءا رئيسا من التنمية وتشكيل الوعي عن طريق التشجيع على القراءة بوصفها سبيلا لتملك المعرفة وتوسيع الأفق. فالقراءة تساعد على فهم الواقع وإشكالاته، كما تمنح القدرة على المشاركة في تطوير المجتمع والمساهمة في نهضته. إنها الطريق إلى تنمية حقيقية وأمن ثقافي يحافظ على الهوية ويقوّي روح الانتماء».
وتسعى ندوة «القراءة في البادية» التي ينظمها نادي القلم المغربي والنادي المذكوري للكرة الحديدية بالكارة، وبإشراف علمي لمختبر السرديات «إلى طرح أفكار تدعو المسؤولين المحليين والجهات المعنية إلى مزيد من الاهتمام بالثقافة في المراكز البعيدة، والبحث عن طرق عملية لخلق بيئة تشجّع على القراءة والتعلّم. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء مكتبات في المؤسسات التعليمية، وفي القاعات العمومية، وحتى في المقاهي والأماكن التي يرتادها الناس يوميا، لتصبح القراءة جزءا من الحياة اليومية للجميع».
كما يُمكن تنظيم مسابقات للقراءة والإبداع «في المدارس والمراكز الثقافية، وإقامة معارض كتب متنقلة ومنخفضة الثمن تُتيح للجميع اقتناء الكتب بسهولة. هذه المبادرات، إلى جانب الدعم المجتمعي، تُسهم في نشر ثقافة القراءة وتغرس حب المعرفة في الأجيال الصاعدة. إن الاهتمام بالقراءة في البادية ليس ترفا، بل هو استثمار في الإنسان والمستقبل. فحين نمنح الناس فرصة الوصول إلى الكتاب، نمنحهم فرصة الانخراط في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك وقادر على مواجهة تحديات العصر».



