وككل سنة، مع بداية فصل الصيف، تعرف هذه الحرفة انتعاشة مع انطلاق موسم الأعراس. ميكروفون Le360، استقت من قلب المدينة العتيقة لفاس -موطن صناعة العمارية الأصيلة- آراء الحرفيين، إذ تتنافس هنا المحلات في ما بينها في صناعة أشكال خاصة مبتكرة، منها ما يصنع من الخشب وآخر يصنع من المعدن المرصع بالذهب أو الفضة، فيما تكون أنواع أخرى سواء من ثوب مطرزة على الطريقة المغربية القديمة أو مرصعة بالأحجار الكريمة.
عبد الحفيظ العلوي، وهو صانع تقليدي، أكد في تصريح لـLe360, أن المجال يشهد تغييرات كبيرة رغم عناصر التجديد التي شملت اللباس والحلي، فالتجديد وابتكار أفكار جديدة في صناعة العمارية مع الحفاظ على جوهر الأصالة سيضمن لا محالة استمرارية هذا التراث.
من جانبه، أعرب عن السميع قصارة، وهو من أقدم صانعي العمارية بمدينة فاس، عن شغفه بهذا المجال لأن الإقبال عليه أصبح مطلوبا في السوق الدولية وهو ما أصبح يحتم على الصانع إبداعا من نوع آخر، يتجلى في روعة وتنوع المعروضات الحرفية ودقة ومهارة بنيتها قصد الاستجابة لمتطلبات وتوقعات الزبائن المتغيرة والمتزايدة.
بالمقابل، فهذه الحرفة هي الأخرى أصبحت تشهد عدة إكراهات، أبرزها ما جاء على لسان إدريس العجالي، صانع تقليدي بسوق النجاريين، فالقطب الصناعي الجديد بعين النقبي، الذي يعد ورشا مهيكلا يروم بالخصوص ترحيل الصناع التقليديين بالمدينة العتيقة، شكّل، حسب قوله، عائقا في إقبال السياح والزوار على سوق النجارين، حيث المكان أصبح اليوم فارغا من الحرفيين. ويبقى لقطاع الصناعة التقليدية بفاس مكانة وطنية عريقة تعكس تنوع وغنى الموروث الثقافي المغربي، ورافعة أساسية للسياحة على صعيد الجهة.