ويأتي هذا اللقاء، الذي سيُقدّمه الكاتب والمترجم إبراهيم الخطيب، ليُسلّط الضوء على تجربةٍ أدبية طالما حظيت باهتمام النقاد. فتجربة محمد برادة مفتوحة على نوعٍ من التجريب الأدبي الذي يجعله يغوص في عوالم متخيلة وأخرى من الواقع، يُعيد صاحب «الضوء الهارب» طرحها برؤية شعرية مختلفة. وتتميّز تجربة برادة بالغنى من ناحية التفكير والكتابة. ذلك أنّها تجربة متعدّدة تتأرجح بين القصة والرواية والنقد والترجمة. هذا الأمر، جعل محمد برادة مثقفاً موسوعياً يمتلك خبرة في تأطير الأجيال داخل الجامعة والبحث لها عن منافذ ضوءٍ بها تبني سيرتها. وترتكز سيرة محمد برادة الأدبيّة في استخدام أسلوب شعري بسيط لا يتعامل مع مفهوم اللغة داخل النصّ الأدبي، باعتباره زخرفة بلاغية، وإنّما ينظر إلى النصّ في تركيبيته التي تجعله مُنفتحاً على تخوم لا مفكّر فيها.
في العوالم الأدبية للروائي محمد برادة، يتشابك التاريخ بالذاكرة والسيرة بالفضاء، لكنّهما يُكوّنان عالماً إبداعياً متفرداً. إنّ النصّ الأدبي هنا يغدو مختبراً لتكثيف القول وأداة لنقد الواقع وطريقاً أخرى للتفكير في الكثير من القضايا والإشكالات التي تطال المجتمعات العربية المعاصرة. بيد أنّ هذا الاهتمام بالبعد الفكري داخل العمل الأدبي، لا يحجب عنه العمل جمالياته على مستوى اللغة والبناء الدرامي وبساطة الأسلوب التي جعلت كتابات محمد برادة تحظى بشعبيتها وقيمتها لدى القارئ.