يتحدّث الفيلم الذي يلعب دور بطولته الرابور « دادا » حكاية شاب مغربي يعشق فنّ الراب، غير أنّ حلم عائلته في أنْ يغدو محامياً جعله في حيرة بين ما يتطلّبه الواقع وبين ما يحلم به جسدياً عبر الغناء. وقد حرص المخرج في هذا الفيلم على تناول واقع فن الراب في المغرب، لكنْ من خلال حلم فني سرعان ما يصطدم بالعادات والتقاليد ونظرة المجتمع والعائلة لفنّ الراب. ويأتي هذا الفيلم الذي يشارك فيه دادا وعادل أبا تراب وعبد الله ديدان ليُعيد التفكير فيما ينبغي أنْ تكون عليه الأفلام التلفزيونية وضرورة انفتاحها على موضوعات جديدة بها تُضيء الواقع وتكشف عن مآزقه وخيباته وتصدّعاته. ويرى مخرج الفيلم بأنّ عمله التلفزيوني هذا سيُصحّح لا محالة فكرة الناس حول فنّ الراب وموسيقاه وكيف غدت هذا اللون الغنائي مؤثّراً في واقع الراب في العالم ككل.
يتميّز الفيلم في كونه يجمع كوكبة من الفنانين الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة. ذلك إنّ هذا التمازج بين الوجوه الفنية يعطي للعمل التلفزيوني أصالته ونوعيته ويجعل الوجوه الجديدة تتصادى مع نظيرتها القديمة ويخلقان معاً أفقاً بصرياً مغايراً داخل التلفزيون. ونظراً للحمولة الجمالية التي يختزنها هذا الفيلم في كونه يتضمّن بعض الأغاني الجديدة، فإنّ المخرج عمل بشكل أصيل على توسيع أفق الصورة التلفزيونية وجعلها تنفتح على مختلف الفضاءات العمومية عبر تصوير مشاهد للعديد من الفضاءات الفنية بالدارالبيضاء، سيما التي يرتادها الشباب ويحققون فيها متعهم من ناحية الغناء والرقص والعزف والرسم وغيرها.