وألحّت المدير إلى جانب هذه العروض الأولى ثم العرض الفعلي لاحقاً، على القيام بمجموعة عروض مع المعهد الفرنسي، إلى جانب المدارس والجماعات، بغية تكريس فعل المُشاهدة السينمائية داخل الأجيال الجديدة. فهذه الفضاءات لا تصلها السينما، رغم ادعاء بعض النوادي السينمائية على تقديم أفلام وإحداث نقاشات بين مختلف العاملين في صفوف الفن السابع. هذا الأمر قاد المخرجة التي التفكير رفة الموزّع عل القيام بهذه « المحطة بالذات » على جدّ تعبيرها، لأنّها تُدرك مدى عمق العملية وما يُمكن أنْ تُقدّمه للتلاميذ والطلبة. خاصّة وأنّ المخرجة اعتبرت في صفحتها على وسائل التواصل، بأنّ المدارس والجامعات يوجد فيها مجموعة من الطاقات « رهيبة تحتاج فقط لدردشة فنية خفيفة لتنطلق ».
يحكي فيلم « كذب أبيض » قصّة شابّة « تعود إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر. في منزل عائلتها، بدأت في فرز كل أغراض طفولتها. في لحظة معينة ترى صورة: أطفال يبتسمون في ساحة روضة الأطفال. على حافة الإطار، هناك فتاة صغيرة تجلس على مقعد وتنظر إلى الكاميرا بخجل. إنها الصورة الوحيدة لطفولتها، الذكرى الوحيدة التي يمكن أن تعطيها والدتها لها. لكن أسماء مقتنعة بأنها ليست الطفلة الموجودة في هذه الصورة. على أمل أن تجعل والديها يتحدثان، تستخدم أسماء كاميرتها وتتلاعب بهذه الحادثة الحميمية للحديث عن ذكريات أخرى تشك فيها أيضا. تصبح هذه الصورة نقطة الانطلاق في تحقيق تسأل خلاله المخرجة عن كل الأكاذيب الصغيرة التي ترويها عائلتها. شيئا فشيئا، تستكشف أسماء ذكريات حيها وبلدها. »