تنتمي صاحبة « خيال الفراشات » إلى الوجوه الفنية الجديدة التي تعمل وفق مشروع بصري مغاير داخل السينما الجديدة. ذلك إنّ أفلامها تتميّز بنوعٍ من التجريب البصري القادر على نقل السينما المغربية صوب آفاقٍ رحبة. وتحرص الخياري في عددٍ من أفلامها على رسم ملامح هوية بصرة مغايرة تجد منطلقاتها الجمالية في سينما التحريك، باعتبارها من الأنواع السينمائية الصعبة والمُركّبة التي تفترض أوّلاً موهبة حقيقية عالمة بتقنيات الرسم والصباغة قبل تحويل هذه الأعمال إلى مشروع بصري قادرٍ على خلق تواشجات فنّية بين الرسم والسينما. وتُصوّر الخياري في عددٍ من أفلامها حكايات ذات نزعة ذاتية تقوم بتصويرها بشكل شعري يُحرّر الصورة السينمائية من رتابتها السردية ويجعلها عبارة عن لحظات تسرق بعضاً من فسحة الوجود.
حظيت أفلام صوفيا الخياري على مجموعة من الجوائز وتم عرضها بالعديد من المهرجانات الدولية التي أصبح فيها اسمها معروفاً داخل الأوساط السينمائية. ناهيك عن كونها واحدة من الوجوه الفنية التي تُقدّم نفسها من خلال تخصّص سينما التحريك في غيابٍ تام إلى هذا النوع من السينما في المغرب. وتُقدّم المخرجة وفق مشروعها البصري المختلف صورة مغايرة للسينما المغربي في محافل دولية. ويحكي الفيلم قصّة « امرأة حزينة تتوه ببطء في أحلام يقظتها وهي تراقب الفراشات (رمز الذاكرة والأمل في الفيلم)، فتعود لها ذكريات حبها الضائع. مزيج من الحزن والحنين والرغبة والأمل ينتابها، فتعيش لحظات من التوتر وهي تتأرجح بين مراقبة الفراشات والرغبة في الاقتراب منها ».