وأعرب عدد من السياح المغاربة والأجانب عن سعادتهم وهم يتجولون بداخل القصبة التاريخية، والتي صمدت في وجه زلزال 1960 وبقيت شاهدة على حقبة زمنية هامة من تاريخ وحضارة سوس، مؤكدين أن ترميمها أعطى لها نفسا جديدا وأعاد لها الحياة، مشددين على أهميتها في الترويج السياحي للمدينة ومناطق سوس ماسة.
وقالت حكيمة لصفر الزائرة من مدينة فاس إنها تلقت دعوة من صديقتها القاطنة بأكادير لزيارة المنطقة ومعالمها من ضمنها قصبة أكادير أوفلا، حيث وجدت في استقبالها طاقما شبابيا بمدخل المَعْلَم قبل أن تقتني تذكرة الدخول بسعر لا يتجاوز 20 درهما لكل فرد واقتُرح عليها الاستعانة بأدوات صوتية لمعرفة كل ما يتعلق بتاريخ القصبة بسعر 30 درهما أو مرافقة مرشد ثقافي بمبلغ 100 درهم أو الاكتفاء بزيارتها وقراءة اللوحات المثبتة بعدد من المسالك داخل القصبة والاستعانة أيضا بلوحات تشويرية تقود الزائر لأهم الأماكن التي كانت تضمها هذه القصبة.
وأضافت المتحدثة، في تصريح لـLe360، أنه وبعد أزيد من 60 سنة من وقوع كارثة الزلزال بذل مسؤولو المدينة مجهودا جبارا من أجل الحفاظ على هذه القصبة وجزء من تاريخ عاصمة سوس، معربة عن اندهاشها وهي تصول وتجول بداخل المعلم حيث وجدت مسجد ومقهى مشهور خلال حقبة معينة من تاريخ المدينة ومنازل وأضرحة وحمام ونظام ري صارم وغيرها من الثقافة المحلية الأصيلة، مضيفة قائلة: «ما أحوجنا في المغرب لمثل هذه الأماكن خصوصا وأنها تضم معالم موريسكية ولا تزال تحافظ على معالمها وطابعها المعماري الفريد من نوعه».
سميرة، بدورها أكدت أنها جد معجبة بما أصبحت عليه القصبة رغم أنها ابنة أكادير لكنها لم تكن تعلم أنها غنية تاريخيا وتضم معالم قد لا تخطر على بال أحد تؤكد بالملموس نمط عيش السكان أنذاك وغنى حضارتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، مشيرة إلى أن القصبة أصبحت آمنة بالكامل ويمكن للزائر أن يأتي إليها ويستمتع بوقته وقضاء عطلته بكل أريحية واطمئنان وسط حضور أمني كثيف وتحت أعين السلطات المحلية وكاميرات المراقبة 24/24.
وأضافت، في تصريح لـLe360، أن سعر الولوج إلى داخل القصبة مناسب جدا بالمقارنة مع أماكن تاريخية بمدن أخرى، معتبرة التسعيرة بمثابة تشجيع للساكنة والزوار للحفاظ على ما أنجز وما صرف عليها من أموال وللمساهمة في أداء مصاريف تسييرها بحكم أنها تشغل يد عاملة بشكل قار من حراس أمن خاص وفئات شابة لاستقبال السياح وإرشادهم وتوجيههم على النحو المطلوب وبكل اللغات المتاحة، مطالبة الجميع بتحمل المسؤولية والسهر على هذا الصرح الثقافي الهام في مدينة الإنبعاث.
ووصفت نيكا سندريلا، السائحة الفرنسية، في تصريح لـLe360، زيارتها للقصبة بالفرصة الرائعة خاصة وأنها أصبحت تتوفر على مرشدين ثقافيين من المستوى العالي والذين يوفرون كافة المعطيات عن المعلم لفائدة السياح سواء المغاربة أو الأجانب، مضيفة: «أنا هنا، أحببت هذا المكان حقا، وأجده مثيرا للإعجاب وما شهده من ترميم شيء رائع، أدعو الجميع للحضور ولزيارة القصبة».
وأوضح زكرياء بن طاهر، المرشد الثقافي بقصبة أكادير أوفلا، أن هذه الأخيرة عرفت إقبالا كبيرا للسياح المغاربة والأجانب من مختلف الجنسيات منذ الإعلان عن افتتاحها في وجه العموم بداية شهر فبراير الجاري، مشيرا إلى أن هذا الإقبال سيساهم لا محالة في جذب المزيد من الزوار ويخلق الرواج المنتظر ويعد بصيف مميز في مختلف المجالات المرتبطة بالقطاع السياحي.