تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه من البحوث القليلة التي تُقدّم دراسة أنثروبولوجية واعية بمفاهيمها ونظرياتها، إذْ تحاول الدراسة أنْ تقدم بحثاً أنثروبولوجياً حول قبيلة آيت وراين، خاصة وأننا بتنا اليوم نشهد تراجعاً في البحوث الأنثروبولوجية التي تنطلق من الميدان ومردّ ذلك في نظر العديد من الباحثين إلى غياب مختلف أشكال الدعم لهذا النوع من الأبحاث التي تفرض على الباحث الخروج من المكتبة صوب الميدان والعيش مع الناس والاقتراب من يومياتهم من أجل فهم نمط عيشهم وطريقة تفكيرهم.
يقول محمد معزوز في تقديمه للكتاب « لكي نقدّر مدى الجهد المبذول في هذا الكتاب، يكفي أنْ نستعرض مجالات متباينة تتراوح بين سياسة الأ{ض وروح االحتفالية، إلى معنى العيش بجوار الغابة إلى ثقافة الرعي والكسب إلأى الفخار ورمزيته إلى الزربية بين الحاجة والتميّز إلى السحر بين التمثل والممارسة إلأى سلطان القداسة إلأى طقس أحيدوس. وهي موضوعات بقدر ما تتعدد فهي تتباين كذلك، مما يستدعي جهداً مضاعفاً، يضاف إلى ذلك انعدام إنجاز مونوغرافيات في هذه المجالات توفر على الباحث بعضاً من الجهد والوقت، ناهيك عن كون مثل هذا العمل يقتضي الاشتغال ضمن مجموعة أو مجموعات«.




