وتعمل مجموعة من الشباب بالمنطقة إلى جانب النساء على الإعداد لهذه المواسم الفرجوية بكثير من الحزم والصرامة والسهر الكثير من أجل إنجاحها وكسب رهان الحفاظ عليها، في وقت تلقى هذه الطقوس إقبالا كبيرا خاصة في القرى النائية المعروفة بهذه الاحتفالات كما هو الشأن بالنسبة لدوار أورست الواقع بجماعة تاسوسفي دائرة تالوين التابعة لإقليم تارودانت.
وأوضح إبراهيم إدلفدوع، عضو اللجنة المنظمة لموسم الرماية أو الرمى المعروفة به منطقة أورست بجماعة تاسوسفي، أن هذه التقاليد موروثة عن الأجداد ويستمر الاحتفال بها لمدة 5 أيام متواصلة ولساعات طويلة، حيث يتم جمع مساهمات مالية من السكان لاقتناء بقرة بغية ذبحها في اليوم الأول من التظاهرة ليشرع الجميع في مباشرة الطقوس الأخرى منها إعداد وجبة العشاء على شرف الساكنة.
في اليوم الموالي، يقول المتحدث، يتم تنظيم مسابقات تسمى بـ« التْحْرِّيبْ » ومسرحيات وقصائد شعرية وتبادل للموَّال بين فرقتين للأحواش يتناول هموم الساكنة وانشغالاتها اليومية وتطلعاتها المستقبلية، كما يتم تقديم ما يسمى بـ«الهْدْيَّة» وهي عبارة عن تبرعات الساكنة والزوار يتم إبرازها في لوحات تضم العلم الوطني وتتخذ أشكالا مختلفة وتكتب بها مقولات وشعارات وطنية فضلا عن هدايا أخرى كالحلويات وأطباق الأكل وغيرها، قبل أن يتم استعراضها أمام أنظار الحاضرين وسط تصفيقاتهم وحماس منقطع النظير.
وأشار إدلفدوع إلى أن الهدف الرئيس من هذا الحدث الذي ينظم سنويا منذ الاحتلال وبعد الاستقلال، هو إدخال الفرحة والسرور لنفوس الساكنة التي تواجه تحديات كبيرة بالعالم القروي.
من جانبه، قال إسماعيل امسكروضن، من أبناء المنطقة، إن موسم «الرمى» هو إرث ثقافي وتاريخي واجتماعي وإنساني يجمع بين مختلف مكونات المجتمع القروي ويتحول لفرصة لصلة الأرحام وتبادل التحايا والسلام وتجديد أواصر التضامن والتآزر والتآخي بين السكان ونظرائهم القادمين من دواوير مجاورة.
وأضاف امسكروضن، أن الاحتفال يتطلب موارد مادية هامة ما يدفع بالمنظمين إلى جمع تبرعات لدى السكان من أجل إنجاح فعاليات هذه التظاهرة وأداء ما بذمتهم تجاه الفرق المشاركة خاصة القادمة من خارج المنطقة وكذا الفنانين الذين يساهمون في تنشيط السهرات المنظمة على هامش الموسم.
ونوه المنظمون بمجهودات السلطات المحلية والشباب الطموح لإنجاح هذا الاحتفال، ضاربين موعدا جديدا للساكنة والزوار السنة القادمة بمفاجآت جديدة وتميز وإشعاع أكبر.